لم يستطع المستفيدون من الأنظمة السابقة الصبر على ضبط النفس لأكثر من أيام معدودة بعدما وجدوا في القرارات الهامة التي اتخذها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني باعتماد تعيينات نوعية متخصصة في مختلف المجالات الحيوية، وتكليف مهندس كفء نظيف اليد بتشكيل حكومة كفاءات، وفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه في برنامجه الانتخابي.
لقد نفد صبر المنزعجين من إعادة وضع قطار الوطن على سكته الحديدية بمجرد انعقاد أول مجلس للحكومة الجديدة، فكانت توجيهات الرئيس ومنح الصلاحيات الكاملة للوزراء والاستعداد لصرف الميزانيات الكافية لتنفيذ برنامجه الانتخابي... بمثابة القشة التي قسمت ظهر بعير ذلك الصبر ووضعت له حدودا، فبدأ التشويش المتعمد من حيث كان يجب أن ينطلق التأييد والمؤازرة.
لم يعد لدى المنزعجين من الإصلاح وقت يكفي للتريث، فخطوة الرئيس القادمة ستكون تطهير الرئاسة والإدارة ومفاصل الدولة من رجس تعيينات المجاملات والمحاصصات وأصحاب المصالح الخاصة، وهو ما جعل المستهدفين بآلات الكنس يستبقون ساعة الصفر بمحاولات يائسة لتشويه الرئيس وحكومته، ويطلقون شائعات تهديد الأمن، ويصرون على إخضاع وسائل الإعلام العمومي لترويج النظام السابق، وكأن شيئا لم يتغير.
غير أن قافلة الوفاء بتعهدات رئيس الجمهورية قد انطلقت دونما التفاتة إلى نباح المشوشين وشائعات المرجفين وأحاديث المثبطين.
إن الرأي العام بات يتطلع لبشائر الوفاء بالتعهدات الواردة في البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفي خطاب إعلان فوزه وأكدها في خطاب التنصيب.
وكدليل على المضي في الوفاء بالتعهدات، تم تشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدا عن المحاصصات المعهودة، وهو ما شكل قطيعة تامة مع أساليب الانظمة السابقة التي تعتمد المحاصصة السياسية والجهوية والحزبية، وحتى الفئوية وتعيين المتفننين في التزلف والمتصارعين في لوبيات الفساد والإفساد.
لقد خرج بعض المستفيدين من الانظمة السابقة من جحورهم لوضع العراقيل امام حكومة الكفاءات التي شكلها الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا وزكاها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والتي لاقت ارتياحا شعبيا واسعا، غير أن ذلك التشويش وتلك العراقيل ستفشل أمام الإرادة القوية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في تنفيذ برنامجه الانتخابي الطموح الذي زكاه الشعب الموريتاني وأجازه في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية الأخيرة رغم قوة بعض منافسيه.
لقد حرص ولد الشيخ الغزواني على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو ما بدا جليا في تشكلة الحكومة وفي بعض القرارات الهامة التي اتخذها حتى الآن، معلنا بذلك مضي قافلة الوفاء رغم النباح والضجيج والتشويش المتعمد.
اسماعيل الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء