إن الكارثة الكبرى أن ننقاد وراء الروايات المضللة والمشعوذات التي قسمتنا فرقا ومذاهب تتناحر على مرأى و مسمع من عالم متفرج حائر مما يحصل
إذ كيف لأمة كتابها واحد ورسولها واحد و إلهها واحد أن تصل إلى هذه الدرجة من التردي التي وصلت إليها الأمة الإسلامية العربية اليوم.
على المسلم أن يفهم أن مستقبله مرهون بالتمسك بكتاب الله فهو المشرع الحقيقي، وعليه أن يستنبط أحكام الشرع منه وأن يفهم كذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال القران كوحي متلو، معتمدا في ذلك على الآيات الكريمة التي تطالبه بقراءة القرآن الكريم و ترتيله وتدبر معانيه قال تعالي : أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها محمد،24
وقال تعالى : كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته و ليتذكر اولو الألباب. ص، 29
لن يفيق العقل البشري ولن تنهض وتتحد أمة الإسلام إلا اذا تمثلت مفاصل الدعوة الواردة في القران والمعتمدة على التفكير والخلق والابتكار والبحث العلمي واعتبرت هذه الاعمال جزءا مهما من العبادة.
لقد أسست طائفة من علماء الدين لدين يقوم على الروايات ونصبت نفسها حارسا للدين وحمايا له ولفكر إسلامي، يقوم على الشوائب والروايات فانقلبوا بذلك على الدين و ضللوا الشعوب وادخلوا الأمة في كهوف و مغارات الجهل فدار الزمن على حساب أمة الإسلام حيث غابت القيم النبيلة و المعايير الراقية والمفاهيم السامية والأخلاق الرفيعة التي ينادي بها الإسلام من رحمة وعدل وحرية وسلام ....قال تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم. القلم، 4
و من هنا بدأ- مع هذا الانقلاب- التردي إلى الهاوية والسقوط الى سفوح الجبال بعد أن كنا نتسمت الذرى وقمم الجبال كالصقور وانشغلت الأمة الإسلامية بذاتها عن ذاتها ودخلت في نزاعات و حروب طاحنة وطويلة حتى غرقت الأمة بدمائها وسالت بطاح الشرق فيضانات دموية من القتل والإرهاب وهو ما أفقد الشرق كل أبعاده و قيمه الروحانية كمهبط للديانات وذلك حين :"ساد الباطل في المجتمع الإسلامي عندما تمت تنحية القرآن الكريم كمرجع للتشريع و منبع للاستنباط ونور الله يخرج الناس من الظلمات إلى النور فتراجع المسلمون في شتى علوم الحياة وتراجع التفكير في البحث والإبداع وأصبح المسلمون بما وهبهم الله من ثروات وخيرات تعينهم على الاختراعات والتميز والإنتاج والإسهام في تقدم الحضارة الإنسانية في مختلف العلوم التي يعتبرها الدين الإسلامي إحدى عناصر العبادة وطاعة الله في التفكر والتدبر فيما خلق ليوظفوا ما تحقق لهم من نتائج تستفيد بها البشرية .
أصبح المسلمون يتلقون فوائض ما تجود به أسواق الغرب عليهم ويدفعون لهم ثرواتهم ثمنا رخيصا.
لقد عصوا الله في أمره لهم بالتدبر والتفكر وخسروا ما وهبهم الله من رزق وثروة ورضوا بالروايات التي شلت التفكير وحل محله التكفير ليتحقق التشرذم والتقاتل بين المسلمين فينشغلون بأنفسهم وغيرهم يعمل بجهد واجتهاد في تطوير العلوم وتنمية الأوطان لتحقيق الرفاهية لشعوبهم ونحن رضينا بالدماء تروي الأرض بغيا وظلما وتخلفا عندما تركنا منهج رسالة العلوم والإيمان وحلت مكانها دعوة القتل والطغيان"
من هذا المنطلق يطالب المفكر علي الشرفاء الحمادي المسلمين أن يهتموا بالعدل والبناء و تحصيل العلم و التفاني في العمل و الاختراع والابتكار و مد يد العون للأخر و نشر روح التعايش السلمي حتى تعود أمتنا إلى القيادة والريادة و يؤكد لهم أنهم إن أطاعوا الله وامتثلوا صلحت دنياهم وآخرتهم وأن ما بهم الآن نتيجة حتمية لما زرعوا.