رغم الجهود الكبيرة التي بادرت حكومة ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ الأﻭﻝ المهندس ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻟﺪ ﺑﺪﻩ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ إلى القيام بها منذ إعلان تشكيلها، إلا أنها بدأت، أمس الثلاثاء، منعطفا جديدا وصلت رسائله إلى الرأي العام، وذلك عندما ترأس الوزير الاول لجنة وﺯﺍﺭﻳﺔ ﻹﻧﻌﺎﺵ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ.
الرسالة الاولى لهذا الاجتماع الهام تمثلت في التنبيه إلى أن النظام الجديد يعتمد استمرارية بناء الدولة لاستكمال ما تأسس دون إلغاء للسابق أو إهمال له، بل بتقييم وضعه الراهن وإنعاشه واستكمال نواقصه.
أما الرسالة الثانية، فتتضمن التأكيد على أنه من مصلحة وطنية، صغيرة كانت أم كبيرة، قريبة من مكان صنع القرار أم بعيدة، تدخل ضمن إطار الإدارات المركزية أو المشاريع الموازية... إلا وستنال حظها من اهتمام أعلى هرم الحكومة، وتستحق تشكيل لجنة وزارية متخصصة في التقييم والمتابعة والتنشيط حتى تحقق الأهداف المرجوة منها لصالح الوطن والمواطن.
أما الرسالة الثالثة، فتشير إلى أن الوزير الأول يتابع عمل حكومته بشكل مباشر عبر اللجان الوزارية المتخصصة والزيارات الميدانية، ومتابعة مختلف الملفات.
وتفيد الرسالة الرابعة لاجتماع الأمس بأن تعهدات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أوكل تنفيذها إلى أيد أمينة تمتاز بالكفاءة والجدية والصرامة.
الوزير الأول لم يترك فرصة الاجتماع، وإن كان خاصا بإنعاش شركة الألبان في النعمة، دون أن يصدر ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﺬﻝ كافة ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ـ ﻛﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ـ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﻧﺠﺎﺡ ﺧﻄﺔ ﺍﻹﻧﻌﺎﺵ هذه، وكافة الخطط التي رسمتها الحكومة في برنامجها الذي نال ثقة البرلمان.
إن هذا الاجتماع، وغيره مما تحقق في ظرف وجيز، قد ترك الانطباع بأن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ووزيره الاول اسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا يسيران بالبلد نحو ترسيخ اركان نظام جديد مختلف، يعتمد على حلحلة المشاكل وفق رؤى جديدة مفعمة بالحيوية والابداع، مع طول نفس وصبر في ترك الملفات وعدم تسرع في صناعة مشهد غير حقيقي، بل ان التركيز في المرحلة الجديدة كما يبدو من محطات الإصلاح يبدو هادئا وغير منساق للحملات الدعائية الجوفاء، بل انه في كثير من الأحيان يعمل في صمت محاولا التركيز على الخطط طويلة الأمد والاصلاحات الجوهرية في بنيةالدولة والمجتمع.
هيئة تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء