قال الكاتب والإعلامي سيدي ولد الأمجاد إن اجتماع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مؤخرا بلجنة تسيير حزب الاتحاد من اجل الجمهورية واعتبار نفسه المرجعية الأولى في حزب السلطة كانت خطوة متسرعة ومرتجلة أشبه بعملية اقتحام مفاجئ من أجل تصدر واجهة المشهد السياسي بعد مغادرته للسلطة
وأضاف ولد الأمجاد في حوار مباشر الليلة مع قناة الحرة الأمريكية في واشنطن حيث كان ضيفا على الحصاد المغاربي عبر الأقمار الصناعية من نواكشوط إن ما يسمى بالحزب الحاكم مرتبط واقعيا وسياسيا في موريتانيا بالرئيس الذي يحكم البلاد وهو اليوم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المنتخب بشكل ديموقراطي وشرعي من أغلبية الشعب الموريتاني والذي كان حزب الاتحاد من بين القوى السياسية الداعمة له في الانتخابات الأخيرة
ووصف ولد الأمجاد محاولة ولد عبد العزيز الجديدة لاقتحام الواجهة السياسية بالخطوة المعزولة والتي أضرت بشكل كبير بمستقبله السياسي على ضوء ردود الفعل القوية عليها من نواب الحزب الحاكم بأغلبية واسعة بعد اجتماعها في مبنى الجمعية الوطنية الذي وضع حدا نهائيا للجدل الدائر حول تطلعات الرئيس السابق
وردا على سؤال حول أحقية ولد عبد العزيز بممارسة العمل السياسي قال ولد الأمجاد إن نتيجة الخطوة الأولى سياسيا لولد عبد العزيز كانت مخيبة للآمال لأنه لا يمكن ان تكون هناك قيادتان سياسيتان في نفس الوقت اليوم؛ مضيفا أن رئيس الجمهورية الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني قد حظي باحترام كل الطبقة السياسية في البلاد وخاصة المعارضة الديموقراطية التي كانت توصف سابقا بأعداء الوطن وهي طريقة تختلف كثيرا عن نهج الرئيس السابق حيث نجح الرئيس ولد الغزواني بخطابه المنفتح منذ فاتح مارس الماضي عند إعلان ترشحه في إيجاد التفاف شعبي حوله جسدته بشكل شرعي نتائج الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأخيرة
وتساءل الإعلامي ولد الأمجاد كيف يتم الفصل اليوم لأول مرة بين الحزب الحاكم وبين الرئيس الحاكم للبلاد بطريقة فعلية وشرعية وتتبع له كل المؤسسات الدستورية إضافة إلى القوة الصلبة ممثلة في المؤسسة العسكرية التي نجح في إدارتها خلال العشرية الماضية وتصديها لظاهرة الإرهاب وحولها إلى مؤسسة جمهورية حقيقية خارج التجاذبات السياسية مضيفا كمثال على ذلك كيف تصرف الرئيس الحالي ولد الغزواني نحو صديقه الرئيس السابق في أكتوبر 2012 وهو آنذاك القائد الأعلى للجيوش إبان محنة رصاصة اطويلة بعد فقدان ولد عبد العزيز لزمام السلطة والحكم وكيف ان وفاء غزواني لقيم الجمهورية وكرامة المؤسسات الدستورية جعلته يدير الملف الصحي للرئيس السابق حتى عودته من رحلة العلاج الطويلة
وفي الأخير أكد ولد الأمجاد ان التطورات السياسية الحالية أكدت بشكل واضح التفاف الأغلبية البرلمانية الحالية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية خلف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني متسائلا على ضوء هذا الواقع عن اي مستقبل سياسي لولد عبد العزيز وهذا موقف الأغلبية التي جاء لتصدرها اما المعارضة فهو ليس منها وهي ليست منه مؤكدا أن ما قام به الرجل كان خطوة معزولة ومتسرعة تماما في المقدمات والنتائج
وكالة المستقبل