"كورونا" يزحف في أفريقيا و يتسبب في فوضى كبيرة داخل مؤسسات الاتحاد الأفريقي كما في جميع المنظمات و المؤسسات الدولية
منظمة الصحة العالمية حضت اليوم الحكومات الأفريقية في تحذير أخير على الاستعداد لما هو أسوء
عندما تم الإعلان عن أول حالة مؤكدة من الإصابة بفيروس كرونا في المغرب كنت في الدار البيضاء و تركت الحياة طبيعية في المدينة المكتظة بالسكان .. فعلا لاحظت أن الحركة في البهو و حول مصاعد و مطاعم و حانات الفندق الذي تعودت الإقامة فيه منذ ٢٠١٠ "فرح جولدن تليب" غير بعيد من محطة الميناء أقل مما تعودت
بيد أنني عندما غادرت مطار المدينة إلى إثيوبيا عبر دبي قبل أسبوع في مهمة لتغطية تفاقم التوتر بين القاهرة و أديس أبابا على خلفية فشل اتفاق رعته الولايات المتحدة و البنك الدولي الشهر الماضي بشأن ملىء و تشغيل بحيرة سد النهضة الإثيوبي لم أتوقع أن المغرب سيتغير في غضون أيام و سيغلق مجاله الجوي و يفرض حظرا للتجوال و أن مساجد و شوارع ومقاهي "كازا" و حاناتها ستكون خالية بل مغلقة و قد كانت أمكنة الخير كما السوء عامرة في المغرب المبارك ... و بما أنه لن يكون بوسعي العودة في الوقت الذي كان مقررا توقف أمين الأمتعة صديقي "عم إدريس" عن الاستفسار عبر الواتساب عن موعد العودة لاستعادة الحقيبة التي تركتها في غرفة الأمتعة بالفندق لتفادي تكرار ما حدث معي عندما زرت إثيوبيا الشهر الماضي لتغطية قمة الاتحاد الأفريقي ، انتظار طويل و مقرف للأمتعة دام زهاء ساعة و نصف
ما يحدث غير مسبوق و مذهل حقا ..
و قد روى لي بعد ظهر اليوم قبل مغادرة مبنى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا دبلوماسي صديق جانبا من النقاشات حول الأزمة و مخاطر اجتياح الوباء أفريقيا بمنظومتها الصحية الهشة
لقد اقترح مسؤولون من بلدان في أفريقيا جنوب الصحراء فقدت الآلاف من شبابها في قوارب الموت أثناء محاولتهم عبور المتوسط إلى أوربا فرض حظر يمنع بموجبه رعايا دول الاتحاد الأوربي و المملكة المتحدة و امريكا و الصين من دخول بلدان القارة لمدة ثلاثة أشهر كإجراء احترازي لمواجهة تفشي محتمل للفيروس !
تذكرت تدوينة الدكتور محمدي و لد حيداره ولد اباه التي ختمها بالقول "الأمور بيد الله يجعل عاليها سافلها" و مقالة بديعة للزميل و سام كيروز أحد رؤساء تحرير نشرات قناة العربية "كورونا" سيغير العالم و يغيرنا
راقبت نفسي و أنا اتحدث من مسافة متر احتياطا للدين و الدنيا إلى "الجار الحسن" الذي يتكلم همسا.. شقراء ألمانية جمعني معها الفندق الذي أقيم فيه "انتركونتينتال أديس" و "نادمتني" فنجان قهوة إثيوبية طعمها لم أجد معه التركيز و المزاج الرائق الذي كنت أبحث عنه عدت مسرعا لغرفتي و اعدت قراءة مقالة حازم صاغية الطريفة "في هجاء كورونا".
الخليل ولد اجدود/ صحفي موريتاني بقناة العربية