الوئام الوطني ـ متابعة ـ تعيش العاصمة نواكشوط ليلتها الأولى بعد قرار السلطات حظر التجول الليلي من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، وحتى الساعة السادسة صباحا، وهو القرار الذي دخلت الأجهزة الامنية فعليا في تطبيقه.
إجراءات أمنية مشددة:
رغم أن الهدف الأصلي للقرار والغرض المعلن منه هو تفادي التجمع والاختلاط قدر المستطاع تجنبا لعدوى فيروسو "كورونا" وجد العشرات أنفسهم محتجزين لدى دوريات الأمن، إذ أنهم تخطوا الوقت المسموح به، "20:00" وهم في الشارع أو في سيارات النقل العمومي في الطريق إلى أماكن سكنهم.
ونقل شهود عيان لوكالة الوئام تجمهر العشرات عند دوريات في ملتقى طرق مدريد، وملتقى طرق ولد أماه بلكصر، وهم مختلطون ويتبادلون الضحكات وضرب الأيادي، في وقت كان سبب حظر التجوال هو الاختلاط.
وتفتح هذه النقطة تحديا كبيرا بين إجبار المواطنين على البقاء في منازلهم، واحتجازهم في أماكن مختلطة.
غلق المحلات إجباريا:
رصد أحد موفدي الوئام سيارة للحرس في ولاية نواكشوط الجنوبية تجبر محلات تجارية ودكاكين صغيرة على غلق أبوابها قرابة الساعة التاسعة أي بعد ساعة من سريان مفعول القرار، إلا أنه سرعان ماعاد ملاك تلك الدكاكين لفتحها، واستقبال الزبناء.
إلا أن الكثير من المواطنين اقتنوا حاجياتهم الليلية قبل الوقت المعلن للحظر، وبقوا في منازلهم.
ووجد بعض من الصحفيين أنفسهم ضمن المحتجزين، وبينهم عمال في مؤسسات الإعلام العمومي وآخرين في الإعلام الخاص، وسط مطالب بإدماجهم في اللائحة المستثناة، والتي لم تشمل سوى الطواقم الصحية، وشاحنات نقل البضائع.
سخرية وفضول
في المقابل بدأ عدد من المواطنين بالتجمهر أمام المنازل يترقبون مرور دوريات الحرس من شوارعهم، وينظرون للقرار بمستوى من اللاجدية، وهو الأمر الذي سرعان ما تبدد بعد مرور سيارة الأمن التي لم تجد في الشارع أي شخص، حسب ما رواه شاهد عيان للوئام.
واختلط على الكثير من المواطنين الامر حيث ظنوا أن سبب فرض حظر التجوال هو سعي السلطات لضخ مواد معقمة في الجو، وهو ما جعل كثيرين يختفون داخل منازلهم منذ الوهلة الأولى، وهو ما أسند على شائعة سربت عبر وسائط التواصل الاجتماعي أكدت السلطات عدم صحتها.
انتهازية غير مبررة:
وقال مواطنون في اتصال بوكالة الوئام الوطني إن سيارات أجرة رفعت سعر التذكرة من منطقة "كرفور" باتجاه لكصر إلى "1000" اوقية قديمة، في المقابل قام رجال الأمن بإنزال عدد من الركاب من سيارات الأجرة بعد بدإ وقت حظر التجوال.
وطالب المواطنون بضرورة فتح خط للإبلاغ عن هذه الحالات، وتدخل السلطات المعنية بإصدار قرار يجرم رفع تذاكر النقل.
تصريحات رسمية مطمإنة:
من جهة أخرى نشرت الوكالة الرسمية تصريحا لمدير أمن الدولة القاسم ولد سيدي محمد، مساء الخميس، أوضح فيه أن السلطات العمومية ستقوم بالاجراءات الأمنية اللازمة لسلامة المواطنين، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات وحدها لا تكفي، بل إن المواطن مطالب باتخاذ الحيطة والحذر، لأن ذلك من مقتضيات الالتزام بالقاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار".
وأضاف ولد سيدي محمد في تصريحه أن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات بهدف «الحفاظ على الأمن والسلام والسكينة العامةوالصحة، والمواطنون مطالبون بالالتزام بهذه الإجراءات مواكبة لما تم اتخاذه من قرارات كلها تصب في مصلحتهم»، وفق تعبيره.
وشرح مدير أمن الدولة الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة ة من أجل مواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا" في البلاد، والتي بدأ تطبيقها منذ أسبوعين.
صلاة الجمع استعدادا للقرار:
وعرف عدد من مساجد العاصمة نواكشوط إقامة صلاة الجمع "تقديما" حيث صلوا العشاء مباشرة بعد الانتهاء من صلاة المغرب.
ولجأ بعض الإئمة لهذه الخطوة لكي لا يصطدم المصلون مع السلطات إذ أن موعد صلاة العشاء يأتي بعد بدإ حظر التجوال.
الإستعدادات، لما بعد حظر التجوال:
هكذا كانت ليلة نواكشوط الأولى مع حظر التجوال، ليلة عاشت فيها العاصمة التي سبق وأن وصفت بأنها لا "تنام" نوما مبكرا، ولو كانت الحياة داخل البيت، إلا ان الشارع العام في نوم عميق، لا حركة ولا سيارات ولا محلات ولا سهرات ولا تنقل جماعي.
فهل ستنتظم العاصمة على هدوئها أم إن كل ليلة تحتاج لحراك أمني مشدد لفرض القرار وتطبيقه بالحرف كما ورد في وثيقة الداخلية.
فريق تحرير الوئام