الوئام الوطني ـ تقارير ـ أطلقت وكالة الوئام الوطني سلسلة تقارير ميدانية من الولايات الحدودية للوقوف على أوضاعها وجهود السلطات الرسمية المحلية، ومدى حضور المجتمع المدني ومساهمة كل منهما في التوعية والتصدي لفيروس "كورونا".
وفي هذا التقرير نرصد جوانب من طبيعة الجهود التعبوية الرسمية والشعبية في مدينة روصو بوابة الجنوب و عاصمة ولاية اترارزة والواقعة على الحدود مع الجارة السنغال.
الإنطلاقة:
ـ تقوم السلطات الإدارية بعاصمة ولاية اترارزة روصو بحملة تحسيسية متواصلة للتصدي والحد من انتشار فيروس كورونا .
ويشرف على الحملة الوالي المساعد الوالي وكالة محمد فال ولد محمد محمود وبمشاركة حاكم روصو عبد القادر ولد الطيب وعمد بلديتها ، ورئيس المجلس الجهوي لجهة اترارزة محمد ولد إبراهيم ولد السيِد
وتعتمد الحملة على تحسيس المواطنين عبر وسائل الإعلام المحلية وهيئات المجتمع المدني بضرورة الامتثال لأوامر السلطات ومساعدة الجهات المعنية في القيام بعملها حفاظا على أمن وسلامة المواطنين.
مصادر الوئام أكدت أن الحملة تتركز على اطلاع الساكنة على اسباب انتقال الفيروس وطرق الوقاية منه.
الجهود الرسمية
وأعلن الوالي المساعد محمد فال ولد محمد محمود أنهم بدؤوا برسم خطة جهوية للتحسيس بمخاطر "كورونا" وطريقة انتقاله، بهدف تحسيس المواطنين حول مخاطره سبيلا لأخذ الخطر بجدية، مضيفا أنه خطر محدق وعلى الجميع التعامل معه بحزم، بعد التأثيرات السلبية التي ترك في البشرية بأكملها.
وطالب الوالي من الجميع أن يكونوا في أقصى درجات الانتباه والاستعداد، وأن لا يتركوا فرصة للوباء كي يداهمهم، وهو ما يتطلب منهم ـ يضيف الوالي ـ تحسيسا يشمل كل أسرة وكل حي، وكل قرية وكل بلدية.
وأضاف الوالي خلال لقاء جمعه بعدد من العمد أنه على العمد القيام بحملات تحسيس كل من موقعه وعلى مستوى بلديته، كما يتوجب على المواطنين التعاطي مع تلك التعليمات لأنه بدون تعاط إيجابي للمواطنين تكون كل هذه الجهود من دون نتيجة.
مسؤولية العمد والمجتمع المدني:
وشدد الوالي على ضرورة أن يقوم العمد وممثلوا المجتمع المدني على مستوى البلديات بحملات تحسيسية تشمل كل القرى التابعة لبلدياتهم، لتصل الى كافة المواطنين مع توجيهات بأخذ الحيطة والحذر من خطورة تفشي المرض وأهمية الالتزام بتعليمات السلطات العليا.
وطالب الوالي من المواطنين أن يبلغوا بأي شخص جديد وصل قراهم أو المدن الكبيرة قادما من أي جهة كانت، وأن يبلغوا الحاكم أو العمدة أو الدرك أو الشرطة أو أي جهة مماثلة حتى يتم التحقيق معه من أين أتى وإخضاعه للحجر الصحي، إذا تتطلب الأمر.
كما دعا التجار للتحسيس كل من موقعه، والالتزام بأسعار المواد دون زيادة ولا مضاربة.
تعاطي إيجابي مع التعليمات:
وقد أظهر عدد من سكان المدينة الحدودية تعاطيهم مع الحملة التحسيسية، كما أظهر سكان روصو عاصمة الولاية تعاطيهم الإيجابي مع قرار حظر التجول في غالبية احياء المدينة رغم الانعكاسات الاقتصادية الناجمة عن ذلك.
صرامة أمنية:
وضمن الخطة الأمنية المعمول بها لفرض حظر التجول والتصدي للمخالفين للقرار تم تقسيم احياء المدينة على القوات الأمنية والعسكرية.
وتظهر القوات الأمنية والعسكرية اندفاعا كبيرا للقيام بالمهمة على أكمل وجه.
وتعزيزا لجهود الدرك والشرطة والحرس الوطني تتمركز دوريات الجيش في بعض ملتقيات الطرق وتجوب بعض أحياء المدينة لبسط الأمن .
الصحة والاشتباه بمصابين:
وعلى المستوى الصحي لم تسجل أي حالة اشتباه بالمرض بالولاية التي يوجد فيها 106 يتم حجزهم في عدد من مقاطعات الولاية.
الرقابة على الحدود:
وعلى طول الحدود مع الجارة السنغال والتي تبلغ 305 مع الضفة تقوم وحدات من الجيش والبحرية وقوات الأمن بضبط الحدود رغم وجود تحديات كبيرة ا تلقي بظلالها على الوضع الأمني والصحي للبلد .
ففي كل مرة تسجل الجهات الحكومية متسللين بعد إعلان قرار إغلاق الحدود وانتشار الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستنفار الأمني القائم وهو ما يشكل تحديا كبيرا للسلطات العمومية في مواجهة فيروس كورونا.
رابطة العمد، والمجلس الجهوي:
عملت رابطة عمد اترارزة على إطلاق حملة من جهتها تعزز دعوة الوالي بخصوص أهمية دور العمد في هذه المرحلة، وشملت مختلف بلديات ولاية اترارزة.
كما أطلق المجلس الجهوي هو الآخر حملة موازية، وقال رئيسه محمد ولد إبراهيم ولد السيد، إن موريتانيا تخوض معركة مع عدو خفي، معتبرا أن ذلك يتطلب مضاعفة جهود الجميع من أجل كسب هذه المعركة.
ودعا ولد السيّد خلال اجتماع مع الإداريين والمنتخبين في روصو الخميس، الجميع إلى التحلي باليقظة والحذر من أجل الوقاية من جائحة كورونا المستجد، حسب تعبيره.
حضور المجتمع المدني:
يبذل المجتمع المدني على مستوى مدينة روصو جهودا هو الآخر بهدف التحسيس لأن شعار المرحلة هو الوعي بأهمية الوقاية لأنها العلاج الأنجع لحد الساعة لفيروس كورونا المستجد.
الناشط في المجتمع المدني، الأستاذ والإمام حبيب الله ولد الخراشي، وفي تصريح خص به موقع الوئام أوضح أنهم بدؤوا حملات تحسيسية للمواطنين ومختلف ساكنة المدينة بضرورة وأهمية النظافة والابتعاد عن التجمعات والاختلاط الناقل للعدوى، والبقاء قدر الإمكان في المنزل.
وأضاف أنهم أكدوا على المواطنين أن يبلغوا عن أي شخص قادم من الخارج خصوصا أن المدينة تفصلها مسافة قليلة عن الجارة السنغال، والتي بها عدة حالات من الفيروس.
المنابر ودورها:
من جهته الإمام ولد الخراشي أضاف أنهم يقيمون بحملات تحسيسية داخل المسجد، وأنهم حضضوا على المصلين الالتزام بالنظافة وغسل اليدين ووضع مسافة في الصفوف.
عطلة مدرسية أو تعطل دراسي:
يرى ولد الخراشي أن على التلاميذ وهو عضو في رابطة آباء التلاميذ أن يمتثلوا للحجر، وفي المقابل يبحثوا عن الدروس التي توفرها الجهات المعنية عبر الأنترنت للتلاميذ.
توصيات:
وختم ولد الخراشي تصريحه للوئام بدعوة جميع المواطنين سواء في اترارزة أو في أي بقعة من موريتانيا إلى ضرورة الالتزام بتعليمات السلطات والعمل على مساعدتها لأجل محاصرة الفيروس، الشيء الوحيد الذي سيجعله يحاصر ويموت في مهده.
النهاية:
يوم توعوي متواصل في مدينة روصو الحدودية، وتحديات جمة يطرحها الوضع الراهن، وعمل دؤوب من طرف السلطات الأمنية والإدراية والمنتخبين ونشطاء المجتمع المدني بهدف محاصرة الفيروس الذي أرق كاهل العالم، وكي لا تكون روصو الحدودية مصدر تصدير، ولا أرضية إيواء للوباء.