كتب محمد ولد سيدى عبدالله ردا على السفير السابق ايسلكو ولد ايزيد بيه :
يبذل إسلكو ولد إزيد بيه جهدا كبيرا للخلاص من ألسنة أقلام لن ينجو من حبرها، أيّا كانت طبيعة الأدلة والأيمان التي يقسم بها لتأكيد أنه لا يعني أصحابها، وأن كلامه موجه لشخص يعرف نفسه.
لن يفلت الموظف العصامي والطالب الذي لا يعرف الفشل من أقلام الراسبين قبل أن تحقق معه لجنة التقييم بمدرسة الابتدائية حول دلالة العزوف وسلامة استخدام كلمة نفس مع الشروط حين قال الشروط نفسها بدلا من ذاتها أو عينها، وقطع همزة الاقتصاد والمواضع التي تثبت النون في “أن لا” والمواضع التي تحذف فيها فتكب “ألّا” وأخطاء إملائية ولغوية يأخذ تتبعها عدة تدوينات أو عنوانا يضاف إلى عناوين مكتباتنا بعنوان “الأخطاء الإملائية واللغوية للدكتور الوزير” يُعين المبتدئين ويوّجه الخواص.
حدثني أحد الأصدقاء عن تفاصيل ليلة من ليالي دمشق يقول إنه تعلم خلالها ما لم يأخذه على أيدي مؤطريه في مختلف المستويات؛ بدأت القصة حين صادف أحدَ الشباب السوريين أمام “سينما الشام” وطلب منه أن يصحبه إلى ملهى ليلي على قمة قاسيون ليقضيا بعض الوقت وليأخذ صورة عن السياحة في معلم دمشقي مهم.
اقتنع الأخ بالرحلة ورافق الشاب إلى الملهى، وبعد أن أخذ مكانه وبدأت فعاليات السهرة سلّمه أحد عمال الملهى فاتورة بعشرات آلاف الليرة!
اندهش من طبيعة الفاتورة التي لا يتوفر على ما يسددها، فبدأ يبحث - بدون جدوى - عن الشاب الذي أقنعه بهذه الرحلة ليتدخل له لدى وكلاء مكتب الاستقبال!
بعد مبررات وأيمان وادعاءات بأنه لا يملك هذا المبلغ وبعد أن نفض الجيوب وأكد لكل زوار وعمال الملهى أنه زار الملهى عن حسن نية؛ اكتشف شيخٌ سوري مستوى سذاجة وانزعاج الأخ فقال له: لا تكن طائرا سهل الاصطياد، فضحايا “المضيف” غير المتعلم الذي قادك إلى هذا المكان وتركك بعد أن أخذ من إدارة الملهى أجره مقابل المجيئ بك معظمهم من غير المتعلمين، وأنت أكدت أثناء سردك لتبريراتك أنك باحث ودكتور معروف ورجل عصامي!
أعتقد أنه تم التغرير بإسلكو ولد إزيد بيه على ذات الطريقة التي تم بها اصطياد صاحب القصة الذي عاد بعد أن نفض الجيوب وقبل أن يشارك في الرقصة الأولى.
محمد ولد سيدي عبد الله