الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرد على الرئيس الفرنسي ماكرون وتهجماته ضد الإسلام

إن الإسلام دين الله الخالد ، ودين الرحمة يزداد المقتنعون به كل يوم، فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق، وهي مشكلة الازدواجية في المعايير، والإسلاموفوبيا ،وفي حفنة ممن صنعهم المحتلون والمستعمرون يحكمون بلاد المسلمين.

ويؤكد الاتحاد  أن مثل هذه التهجمات غير المبررة، والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام وقرآنه العظيم ونبيه المبعوث رحمة للعالمين، تحت غطاء الحرية التي لا تستعمل إلا ضد الإسلام والمسلمين فقط...هي التي  تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية، وتحول دون التعايش السلمى القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها .

ويتساءل الاتحاد عن مصير الحرية في بلد النور، إذا كانت اللادينية تفرض على المسلمين، بأن يوقعوا على ميثاق العلمانية ويرغمون عليه !!

إن الانسجام لا يصنع بالقوة، والاندماج لا يتحقق بالإرغام ، والتعايش لن يتكون بالإكراه والتهميش والتضييق على حريات الآخرين وحقوقهم، وإنما يتحقق بالعدالة والمساواة والحريات المسؤولة وتوفير المساواة للجميع دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين.

إن المسلمين - ماعدا حفنة صنعتها المخابرات الدولية والإقليمية – يؤمنون باحترام القوانين والالتزام بالعقود والعهود والمواثيق ، وذلك من منطلق دينهم الذي يوجب عليهم ذلك فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) المائدة :1 وقال تعالى (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) الاسراء: 34 ، كما أن المسلمين يؤمنون بجميع المبادئ الإنسانية المشتركة وقواعد التعايش السلمي ما دامت تحترم حريات الجميع ، لأن دينهم هو دين الرحمة والعزة للجميع، وأن خطاباته موجهة إلى الانسان فقال تعالى (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات :13

 

وفي الختام  فإن هذه الهجمات المتكررة على الإسلام التي تؤذي مشاعر مليار، و700 مليون مسلم لا تتناسب إلا مع فكر القرون الوسطى الذي دفع بأوربا إلى حرب دينية صليبية (سماها السلطان صلاح الدين بحرب الفرنجة  : وقال ليست حرب الصليب وإنما هي حرب اقتصادية واستغلالية،  وسيدنا المسيح عليه السلام بريئ  منها ،لأنه قائد التسامح والمحبة) حيث كانت النتيجة الدماء والخراب

فنحن ندعوكم وأمثالكم الى التسامي فوق هذه النزاعات العنصرية.. ندعوكم إلى المبادئ المشتركة إلى التعايش السلمي، إلى الحريات للجميع، إلى الاندماج الإيجابي القائم على احترام خصوصية كل قوم ودين ولون فقال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وبينكم... ) آل عمران: 64، فالمشتركات أكثر، وأن ما هو محل خلاف يكون مناطاً للحوار البناء، وليس بالفرض والإرغام على التوقيع .

إن المسلمين يحسون بالظلم والقهر من الاحتلال القديم الذي كانت لفرنسا حصة الأسد منه، وما زالت جيوشها في أفريقيا تحرس نهب الثروات، وتدعم الأنظمة المستبدة الفاسدة،  وهم يعانون اليوم من الهيمنة والغطرسة، ومحاربة الإسلام المعتدل المسالم.

إننا ندعو الجميع - من منطلق ديننا الذي هو دين السلام والأمن والأمان-  إلى السعي الجاد لتحقيق السلام العادل، وتوفير الأمن والأمان للجميع بدل الحرب وإثارة الصراعات والنزعات والعنصريات التي هي زيت على  نيران الفتنة والمشاكل والمصائب.

 فقد دعا الإسلام الإنسانيه إلى الدخول في هذا السلم الشامل، لأنه الأنفع والأصلح للجميع، وأن ماعداه إتباع لخطوات الشر والشياطين فقال تعالى موجهاً كلامه إلى جميع المؤمنين  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة : 208 صدق الله العظيم

 

أ.د علي القره داغي                    أ. د أحمد الريسوني

الأمين العام                         الرئيس

سبت, 03/10/2020 - 08:50