في أحياء واسعة من توجنين.. دخان النفايات يهدد أجهزة تنفس المواطنين أكثر من كورونا

تعاني أحياء واسعة في مقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية، منذ أيام، من انتشار كثيف للدخان المنبعث من إحراق النفايات في مكب يقع في المنطقة الصناعية بالحي الإداري. 
السلطات العمومية تقول إن مجهولين يتعمدون إضرام النار في النفايات لاستخراج بعض المواد من تحت الركام، كالحديد مثلا، لبيعها في أسواق الخردة. 

وقد شهد أهالي الأحياء المتضررة حالات اختناق جراء الدخان المتواصل، خاصة في صفوف الأطفال وكبار السن، لكنهم لم يجدوا غير الصبر لمواجهة الكارثة التي حلت بهم في ظرف خاص يتسم بحظر التجوال الليلي الذي يمنعهم من مغادرة أحيائهم، كما كانوا يفعلون في مثل هذه الظروف. 

وفي صباح كل يوم من أيام انتشار الدخان الكثيف للنفايات يخرج الأهالي للحصول على هواء نقي بعد ليلة طال انتظار فجرها، ويطمئن بعضهم على بعض، قبل أن يبدأوا في لعن المتسببين في معاناتهم، والتساؤل عن أسباب اختيار مقاطعتهم لرمي أطنان القمامة، وعن عجز السلطات عن توقيف من يقومون بإحراقها، ولماذا لم يتم إطفاء تلك الحرائق؟. 

كاميرا الوئام زارت مكب النفايات، وعاينت فرقا من الحماية المدنية تحاول إخماد الحريق، حيث أكد مصدر في المقاطعة للوئام أن فرق الحماية المدنية تواصل جهودها لإنهاء معاناة الساكنة منذ ثلاثة أيام، غير أن رقعة انتشار الحريق كبيرة وعصية على الإخماد في ظرف وجيز. 

وأضاف المصدر أن الإطفاء سيواصل جهوده حتى يتم انجاز المهمة، غير أنه أبدى خشيته من عودة الشاحنات التي تحمل القمامات لافراغ حمولتها في عين المكان قبل أن يأتي مجهولون ويضرمون النار من جديد، وتعود معاناة الساكنة لسابق عهدها، بحسب تعبيره. 

 وكان عمدة توجنين، الدكتور محمد الأمين ولد شعيب، قد أكد في تعليق على تدوينة لأحد سكان الأحياء المتضررة من دخان النفايات، بالقول إن "الدخان ناجم عن حرق مكب النفايات في دار النعيم الواقع غير بعيد من حدود المقاطعة (شمال شارع المقاومة) وهو مكب كبير تجمع فيه شركة النظافة نفايات دار النعيم وتيارت ومنذ البارحة تحاول سيارات الاطفاء التغلب على الحريق ومايزال مستمرا لحد اللحظة".

ومهما يكن المسؤول عن تجميع النفايات بالقرب من أحياء سكنية مكتظة بالسكان، أو المسؤول عن إضرام النيران فيها، فإن السلطات العمومية تبقى مسؤولة عن صحة المواطنين، خاصة في هذا الظرف الخاص الذي يتسم بموجة شرسة من فيروس كورونا تواصل الانتشار في طول البلد وعرضه. 

 

تقرير/ جمال أباه

أربعاء, 30/12/2020 - 11:02