وكالة الوئام الوطني للأنباء - تتوالى الأفراح وتعم البهجة من أقصى الخليج إلى أقصى المحيط منذ أن وقع قادة ورؤساء الوفود المشاركة في الدورة الـ 41 لقمة مجلس التعاون الخليجي البيان الختامي لقمة العلا المنعقدة في المملكة العربية السعودية بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وقد استبشر العرب خيرا عندما قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يترأس القمة، في كلمته الافتتاحية، إن قادة دول الخليج وقعوا بيانا "للتضامن والاستقرار"، مرحبا بجهود الكويت في تحقيق المصالحة مع قطر.
ولم يكن الأمر مفاجئا لأي مراقب عربي عندما أشاد بن سلمان في كلمته بسلطان عمان الراحل السلطان قابوس بن سعيد، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، بعد جهودهما الجبارة في رأب الصدع الخليجي وترميم جسر الأخوة العربية وتحقيق المصالحة البينية الخليجية.
أفراح الوطن العربي بوقوف الخيمة العربية على ركائزها، ازدادت وتواصلت وعمت فور موافقة السعودية والإمارات والبحرين ومصر على رفع حصارها الجوي والبري على قطر مقابل أن تتنازل الدوحة عن الدعاوى القضائية التي رفعتها على دول الحصار.
وكم ارتاح العرب، في كل زاوية من العالم، بمشاهدة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يترأس وفد دولة قطر للمشاركة في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا السعودية، وكم تفتقت ورود الأمل في قلوبهم لما رأوا العناق الحار بين أمير قطر وولي العهد السعودي، لأنه عناق طال انتظاره لتوحيد الصف وتعزيز مسيرة النماء.
وقبل ذلك كان سيل السرور عارما عندما قال وزير الخارجية الكويتي، في كلمة بثها التلفزيون الكويتي، إنه "بناء على اقتراح أمير الكويت، الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر المبارك الصباح، فقد تم الاتفاق على فتح الاجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر"، لتطوى بذلك صفحة حالكة من العلاقات الدبلوماسية العربية استمرت ثلاث سنوات عصيبة جدا على الرأي العام العربي.
إننا نشهد اليوم عودة ميمونة للمياه إلى مجاريها الطبيعية التي تدفقت سيالة منسابة منذ 25 مايو 1981 عندما توصل أصحاب الجلالة والسمو، قادة كل من دولة الامارات العربية المتحدة، ودولة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، في اجتماع عقد في ابوظبي، الى صيغة تعاونية تضم الدول الست بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين وصولاً الى وحدتها المصيرية، وفق ما نص عليه النظام الاساسي للمجلس في مادته الرابعة التي أكدت على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس.
وكانت المنطلقات واضحة في ديباجة النظام الأساسي التي شددت على ما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الاسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف ووشائج الدم وعرى الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية.
وإذا كان السلام في الخليج، كما بشرت به قمة العلا، جاء ليعيد قاطرة التنمية إلى سكتها، ويعيد تدفق أعمال الخير الخليجية على صحاري ووديان وأنجاد كل حي عربي فقير أينما كان، فإنه جاء أيضا ليقف في وجه المد الصفوي الشيعي كأقوى سلاح قومي وسياسي وديني تشهره إيران في وجه السُّنة العرب بغية تحقيق أطماعها التوسعية القديمة التي انطلقت منذ أن حكم شاهات الصفويين إيران سنة 1501 وتواصل إلى يومنا هذا في عهد الخمينيين.
إن نجاح قادة الخليج العربي في ترميم بيت التكتل الاقتصادي والسياسي المتمثل في مجلس التعاون، يفتح لنا نحن، في مغارب الوطن العربي، الأمل في أن نحلم بسلام مغربي-جزائري يعطي إشارة الضوء الأخضر لترميم بيت اتحاد المغرب العربي خدمة للوئام، والوحدة، والمصير المشترك، والتنمية المستديمة، والتآخي، ومواجهة التحديات المشتركة.
إسماعيل الرباني المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء