أحداث السينغال تؤكد أن غزواني كان على حق (افتتاحية الوئام الوطني)

 

وكالة الوئام الوطني : (افتتاحية) - لا شك أن الأحداث الخطيرة التي تشهدها السينغال حاليا تدخل ضمن الصراع المرير بين المعارضة المتطرفة والنظام الحاكم وإنْ استغلتها أيادِ خفية تحاول نشر عدوى مالي المجاورة في بلاد عرفت بالاستقرار السياسي منذ استقلالها.

لقد جاءت تداعيات وباء كورونا الكارثية على الاقتصاد السينغالي، لتنضاف إلى الانفجار الديمغرافي في تعداد السكان السينغاليين وتنامي ظاهرة البطالة بين الشباب، الأمر الذي استغلته بعض أطراف المعارضة محاولة زعزعة الأمن الداخلي وإسقاط النظام المنتخب عبر انتفاضة شعبية واسعة أضرت حتى الآن بمصالح أجنبية كثيرة داخل العاصمة دكار، كما أضرت بسمعة دولة ظلت تحتفظ بالرقم القياسي الإفريقي في الاستقرار السياسي إذ لم تعرف أي انقلاب عسكري منذ استقلالها.

يبقى أن النظام الحاكم في السينغال لم يفهم كيف يخرج من المأزق الذي أقحمته فيه جهات أجنبية ومعارضة داخلية لا تكترث بغير الوصول إلى السلطة ولو على جماجم السينغاليين. إن الوضع المتأزم اقتصاديا واجتماعيا، بالإضافة إلى الخريطة الجيوستراتيجية الإقليمية المتسمة بتفاقم الخطاب السلفي، كان عليها أن تجعل النظام في دكار يستخدم العقل والحكمة لتفادي الأسوأ، وهو أمر لا يمكن أن يتم إلا بالحوار مع جميع الأطراف وإشراكها كلها في القرار وفي الوظائف.

لقد فهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، قبل غيره من رؤساء المنطقة وعكسا لتوجهات بعض مسانديه، أن الظرف الحالي المتميز بالتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا وأزمة البطالة وانتشار الأفكار الضيقة الهدامة (الدينية والفئوية)، مع وجود معارضة تعيش مرارة الإقصاء على مدى عقود، يتطلب إشراك الفاعلين من كل الاتجاهات والتشاور معهم وخلق جو من التهدئة والانسجام حتى تخرج سفينة الوطن من بين أمواج الأزمات القاتلة.

اليوم تأتي أحداث السينغال لتؤكد أن الحق، كل الحق، كان مع الرئيس الموريتاني، وأن الذين أخذوا عليه محاولة ترضية الأطراف المقصية عادة من المعادلة السياسية والحقوقية لم يكونوا حكماء بمحاولتهم جر النظام إلى الاحتقان والتأزيم.

وكالة الوئام الوطني للأنباء (التحرير )