ليس غريبا أن تنال حرم رئيس الجمهورية، السيدة مريم منت الداه، نصيبها من الأذية التي تنال من المصلحين، فهي ضريبة لم يسلم منها حتى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
تلك إذن هي سنة الله في الكون، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ولأن السيدة الأولى باتت في مقدمة من يسعون في الأرض إصلاحا، فلا غرابة في أن تتلقى الإساءة من أشخاص تركتهم وراء ظهرها، متخلفين عن إعانة الفقراء، وقاعدين عن الجهاد في سبيل إسعاد الناس.
وللذين يستكثرون على منت الداه تصدر بعض المشاهد، نقول إنها لم تتدخل في أمور السياسة، ولم تعمل على تعيين فلان أو إقالة علان، فتلك أمور تنافي الدستور الموريتاني، رغم أنها ظلت ديدن زوجات بعض الرؤساء السابقين، لكن السيدة الأولى اليوم اختارت ساحة أخرى للظهور المشرف، فكانت لا ترى إلا في نشاط يعود بالنفع على أيتام، أو ذا مردودية على أرامل، أو يحقق مكاسب لفقراء، أو يعزز من مكانة المرأة ودخلها وحضورها القوي.
إن من يظهر اليوم منتقدا للسيدة الأولى، ليس إلا مأجورا على فعل لا يدري أبعاده، أو حاقدا لا يتحمل رؤيتها وهي توزع السعادة على الطبقات المحرومة، أو ببغاء تردد كل ما سمعت دونما إدراك.
إنها المرة الأولى التي نجد فيها سيدة أولى ذات شهادة عليا، وخلق رصين، وسعي دؤوب نحو إسعاد الآخرين، ولذلك فلا غرو إن كان في القوم من لا ينزل الناس منازلهم.
وكالة الوئام الوطني للأنباء