الإجرام يحدث يوميا في أرقى العواصم الآمنة.. وبعض ردود الأفعال غارق في التطرف

طالعت بعض ردود الأفعال على الحالات الإجرامية الأخيرة وكان بعضها موضوعيا كالمطالبة بتشديد العقوبات على المجرمين حتى تكون صارمة ورادعة وهو أمرمطلوب ومرغوب.

غير ان بعض ردود الأفعال كان غارقا في التطرف واستغلال آلام الناس ومآسيهم أسوأ استغلال، وبين يدي هذا وذاك أود تسجيل النقاط التالية:

1_أن هذه الأحداث الاجرامية المعزولة من قتل واغتصاب وسرقة تحدث يوميا في أرقى العواصم العالمية وأكثرها أمنا واستقرارا ولننظر مثلا الى المعدل اليومي لهذا النوع من الجرائم في باريس ولندن وواشنطن.

 2_ أن هذا النوع من الوقائع لايعبر عن انفلات أمني مالم يسجل ضد مجاهيل أويرتبط بتنظيمات شبكية إجرامية أوارهابية خارجة عن السيطرة، وهذا مالم يحدث في الحالات الإجرامية الأخيرة.

3_أن مرتكبي هذه الجرائم تم القبض عليهم في وقت قياسي وهذ يدل على يقظة الأجهزة الأمنية وسيطرتها التامة على الوضعية.

4_ أن الملابسات المحيطة بالحالات الإجرامية الأخيرة كقتل الأستاذ -رحمه الله- واغتصاب السيدة- شفاها الله-في تجنين _ حسب الحكايات الأهلية_ تؤكدأننا كمجتمع من الضروري أن نتحلى بمزيد من الحزم في اخذ احتياطاتنا الأمنية خصوصا في أحيائنا الشعبية المتمددة أفقيا ذات الطرق الضيقة والأزقة المظلمة.

وعلى كل حال فإننا في الوقت الذي نتضامن فيه مع المصابين ونعبرلهم عن أحر التعازي وأصدق المواساة ونطالب السلطات بمضاعفة الجهود الأمنية وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين فإننا نرى أن أي راكب لهذه الأحداث المعزولة، رغبةمنه في جني مكاسب سياسية أو تحقيق مآرب خفية في ظل نظام يقظ يحكم بأغلبية متماسكة ويتشاور مع معارضة ناضجة هو كمن ينفخ في رماد أو ينسج خيالا

 كناطح صخرة يوما ليوهنها:

    فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.

 

محمد الأمين ولد الشيخ

أحد, 20/06/2021 - 20:55