افتتاحية/ شهداؤنا في مالي.. رئيس الجمهورية يرفع عصاه الغليظة وجزرته الشهية

وكالة الوئام الوطني للأنباء -سريعة هي استجابة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، لنداء الوطن عندما اغتالت أيادي الغدر سبعة من مواطنيه داخل الأراضي المالية.

تحقيق سريع في صدقية الخبر، وتأكيد له في لمح البصر، فإرسال وفد رفيع المستوى ضم وزراء سيادة ومسئولين كبار إلى باماكو. 

كانت مهمة الوفد تأكيد استعداد موريتانيا لحماية مواطنيها داخل الأراضي المالية إذا كانت السلطة الانتقالية عاجزة عن ذلك، وفتح تحقيق مشترك بين سلطات باماكو ونواكشوط لتحديد مرتكبي الجريمة البشعة والوصول إليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا أشد العقوبات.

وعلى الصعيد الداخلي، بعث رئيس الجمهورية وفدا رسميا رفيعا لتعزية ذوي الضحايا وإبلاغهم بتضامن الرئيس وحكومته معهم، والتعهد لهم بالانتقام من المجرمين وبالعمل على بذل كل الجهود من أجل تأمين المواطنين أينما كانوا. 

لقد أكد رئيس الجمهورية لسكان المنطقة المحاذية لمالي ولكافة المواطنين أن حفظ أمنهم وسلامتهم وطمأنينتهم يتقدم بالنسبة له على سائر الاعتبارات الأخرى، وأنه سيتخذ كافة التدابير اللازمة لضمانه.

قد يتساءل البعض عن السبب في عدم تصعيد موريتانيا ضد جارتها الشرقية، خاصة وأن وحدة من الجيش النظامي المالي هي التي نفذت الجريمة النكراء ضد مواطنيها.. تصعيد يبدأ بإغلاق الحدود والانضمام لحصار مجموعة الإيكواس.

لهؤلاء نقول إنه لا مكان للارتجالية ولا للتهور في قرارات الرئيس التي تنطلق من حكمة وتبصر وفهم للأحداث، فالعملية الإجرامية تهدف إلى توتير علاقاتنا بمالي وتشديد الخناق عليها في ظرف حساس تمر به، وهي دولة جارة وشقيقة تعاني من تداعيات الإرهاب والجريمة المنظمة والحصار. 

إن رئيس الجمهورية يدرك جيدا أن أمن حدودنا الشرقية يتطلب وجود سلطة مركزية قوية في باماكو يمكن التنسيق معها في بسط الأمن عبر الحدود، وأن مضايقتها من طرف موريتانيا في ظل ظروفها الأمنية والاقتصادية الصعبة الراهنة سيضعف من إمكانية استعادتها السيطرة على الوضع الداخلي، وهو ما يشكل تحديات أمنية كبيرة وخطيرة لموريتانيا.

لقد استوعب الرئيس غاية المجرمين من وراء قتل مواطنيه بشكل بشع، وتفهم عصيان الدورية المالية المتورطة في الجرم، فلم يشأ لموريتانيا أن تقع في شراك المؤامرة الدنيئة، لكنه أصر على فرض الإمساك بالجناة، وهو ما سيتم قريبا، بإذن الله. 

نحن مطمئنون لكافة الإجراءات الرسمية التي أعقبت استشهاد مواطنينا في مالي، لكننا نتطلع لأن يسير الساسة وقادة الرأي والصحافة والمجتمع المدني جنبا إلى جنب خلف قيادة البلد في هذا الظرف الحساس والخطير، والذي يتطلب تناغما في الهدف، والتفافا حول رئيس الجمهورية، لتحصين جبهتنا الداخلية من الاختراق في وقت تسعى فيه قوى الشر لتصدير أزمة مالي إلى بلدنا الآمن، فمن شاء فليسر في ركب الرئيس بصدق وثقة في المستقبل، ومن أبى فلينتظر الخيبة والخسران. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 23/01/2022 - 18:14