خلد اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين مساء امس بفندق "موريسانتر" بالعاصمة نواكشوط، الذكرى 20 لرحيل الشاعرة الموريتانية خديجة عبد الحي تحت شعار: "خديجة بنت عبد الحي.. الرائدة والمجاهدة"، وذلك وسط حضور حاشد للنخبة الأدبية والثقافية في البلاد.
وجرى تنظيم هذا الحدث بالتعاون بين الاتحاد و"منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي" ومجموعة "سدنة الحرف" و"أنا لغتي".
وتضمنت الأمسية العديد من المحاضرات والعروض والمداخلات تناولت حياة وأدب الفقيدة، كما شهدت الأمسية توزيع الأعمال الكاملة للشاعرة خديجة عبد الحي إلى جانب بعض الكتب الأخرى لشعراء وكتاب موريتانيين نشرتها "منشورات خديجة عبد الحي".
وخلال كلمته الافتتاحية أشاد رئيس الاتحاد العلام الشيخ د. الخليل ولد النحوي بالراحلة وباهتمامها بقضايا المرأة ودفاعها عنها وبتعدد مواهبها وإبداعها في مجال الشعر والنثر، حيث خلفت وراءها كما من الدراسات والمقالات، فضلا عن القصائد الشعرية.
وقال إن هذه التظاهرة تندرج في إطار برنامجين للاتحاد، هما "رجع الصدى" والذي يرمي إلى الاحتفاء بالغابرين واستلهام سيرهم، أما البرنامج الثاني فهو "خيمة الأدب" المفتوحة أمام جميع الفاعلين في الساحة الأدبية، مبرزا أن الندوة اليوم هي عاشر أمسية تنظم في إطارها.
وافتتحت هذه الفعالية باستماع الحضور إلى آيات من القرآن الكريم، وقراءة الفاتحة على روح الشاعرة خديجة عبد الحي مع عرض صور من الراحلة على الشاشة الحائطية، وكذلك قراءة الفاتحة على روح الشاعر محمد الأمجد محمد الأمين السالم الذي توفي الأحد الماضي، وعرضت صور من الراحل على الشاشة الحائطية.
وقد الدكتور محم الأمين الناتي الأمين العام للاتحاد مدخلا عاما عن ذكرى الشاعرة خديجة عبد الحي، قبل أن يتسمع الحضور إلى كلمة بعث بنصها الدكتور محمد عبد الحي عميد كلية الآداب في دبي.
بعد ذلك، استمع الحضور إلى "نشيد الوفاء" الذي غنته فرقة عماد ولبابة والذي كتب كلماته الشعراء الموريتانيون تكريما لذكرى الراحلة.
كما قدم المخرج باب ولد ميني قراءة لمقاطع من ديوان الشاعرة خديجة.
هذا، وبدأت المحاضرات والشهادات والمداخلات، بكلمة افتتاحية مع الشاعرة الكبيرة مباركة بنت البراء، تلتها محاضرة "الشاعرة خديجة بنت عبد الحي.. إبحار في عالم المواهب" وقدمتها د. الأديبة الباحثة النجاح محمذن فال، ومحاضرة "الحس الوطني في الشعر النسائي الموريتاني... الشاعرة خديجة بنت عبد الحي نموذجا" التي قدمها د. محمد ولد أحظانا، ومحاضرة "قراءة في ديوان الشاعرة خديجة عبد الحي" وقدمها الدكتور أحمدُّ ولد أجريفين، ومحاضرة "اللغة في شعر خديجة عبد الحي" وقدمها أ. ممو الخراش، و"حديث عن مشروع منشورات خديجة عبد الحي ودعم هذه المنشورات للمبدعين" واستعرض من خلاله الشاعر المختار السالم قصة تأسيس هذه المنشورات.
فيما قدم الدكاترة والأساتذة والأدباء: أبوه المثنى بلبللاه ونزيهة بنت الحسن، وخديجة بنت سيدينا، وغيرهم شهادات مؤثرة عن الراحلة.
وطالبت الوزيرة مكفولة بنت آكاط بتكريم المبدعين الأحياء ليتمتعوا بتقدير المجتمع لهم وهم على قيد الحياة، منوهة بهذا الحدث الذي يخلد ذكرى الشاعرة خديجة عبد الحي.
فيما قدمت الوزيرة السابقة السنية سيدي هيبة عرضا مؤثرا عن مشاركة الشاعرة خديجة عبد الحي في رحلة "سفينة السلام"، التي توجهت إلى بغداد، متحدثة عن شجاعة الشاعرة خديجة خلال حادثة الإنزال الذي قامت به القوات الأمريكية على تلك السفينة.
من جانبه، وجه السفير المستشار الدبلوماسي محمد الحسن عبد الحي، الشكر باسم أسرة الشاعرة الراحلة، إلى المنظمين والحضور، معبرا عن عرفانه بالجميل لهذا الحشد الذي يخلد ذكرى هذه الشاعرة الغالية.
هذا، وكان المنظمون لهذا الحدث قد أقاموا حفل غداء على شرف المشاركين في هذه الندوة الأولى من نوعها.