(افتتاحية الوئام)/ اكتملت، اليوم، فصول الحملة الانتخابية الرئاسية على عموم موريتانيا، وبانجلاء غبارها يكون المراقبون قد تبينوا فرص النجاح ونسبته ومن هو ساكن القصر الرمادي خلال السنوات الخمس القادمة.
لم تكن عملية التوقع بالغة التعقيد، فهي لا تحتاج لكبير عناء ولا لاستطلاعات الرأي، حيث أن الكل كان شاهدا على الفارق الكبير بين الحشود التي توافدت على مهرجانات المرشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وبين حشود أقدر منافسيه على الحشد.
لقد قالت غالبية جماهير المدن الكبرى التي زارها ولد الشيخ الغزواني، ومعها ساكنة المقاطعات والقرى والأرياف التابعة لها، كلمتها الفصل، وسربت نتيجة صناديق الاقتراع في نهاية يوم السبت المقبل، وأعلنتها صرخة مدوية في الأرجاء، بأن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيبقى رئيسا لموريتانيا خلال المأمورية المقبلة، وبفارق كبير يؤمن له الفوز في الشوط الأول.
هذه القراءة الميدانية بدت متطابقة مع التوقعات التي رأت أن الشعب وجد فرصته في الانتخابات لممارسة رد الجميل للرجل الذي استطاع الوفاء بتعهداته وزاد عليها في ظل ظروف إقليمية ودولية غير مساعدة، تخللتها جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا والحرب على غزة والتوترات في البحر الأحمر والانفلات الأمني في مالي المجاورة.
لقد استطاع ولد الشيخ الغزواني عبور الأزمة الصحية العالمية بكل أمان، رغم تسببها في انهيار اقتصادات عالمية عريقة، والحفاظ على منظومتنا الصحية في ظل انهيار منظومات صحية عتيقة في دول متقدمة، كما عملت برامجه الاجتماعية المتعددة من تخفيف حدة ارتفاع الأسعار على المستهلك الموريتاني، وتسببت فرص العمل التي وفرها في خفض نسبة البطالة، خاصة في صفوف الشباب، وساعدت التأمينات الصحية التي استفاد منها أكثر من نصف مليون مواطن فقير حتى الآن في ولوج الكثير من الطبقات الهشة للخدمات الصحية داخل الوطن وخارجه.
لقد تميزت خمسية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الأولى بإنجازات غير مسبوقة خلال العقود الأخيرة، كان في مقدمتها إطلاق المدرسة الجمهورية، وبناء شبكة طرق بمواصفات عالمية، وتعزيز البنى التحتية في مجالات التعليم والصحة والإدارات والسفارات... وغيرها، كما شهدت العلاقة بين شركاء العملية الديمقراطية تحييدا كاملا للاحتقان السياسي، وتم تصحيح المسار الدبلوماسي لصالح العلاقات الندية والأفعال السيادية، وتمت، مؤخرا، معالجة أزمة مالي بكل حزم وهدوء.
هذه الإنجازات الكبرى لم تفاجئ المراقبين بعد أن واكبوا إنجازات المائة يوم الأولى من حكم الرئيس الغزواني، فاستحق نظامه بذلك تسمية النظام الأسرع إنجازا للمشاريع التنموية الكبرى والخطط الاقتصادية ذات المردودية الفورية على حياة الناس، والأكثر قربا من المواطن وانفتاحا على الطيف السياسي وإقناعا للشركاء.
ووفاء من الشعب وردا للجميل، عبرت جماهير موريتانيا عن موقفها في الانتخابات الرئاسية عبر حشود المهرجانات المؤيدة والداعمة لبرنامج الرئيس المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني، في إشارة واضحة لكلمتها الفصل يوم السبت المقبل داخل صناديق الاقتراع.
وكالة الوئام الوطني للأنباء