حياة صحابة رسول الله ﷺ فى شهر رمضان

اعتاد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على إعداد أصحابه لإعداد ذواتهم لشهر رمضان  والاحتفال به من خلال العبادات والطاعة، وقال أنس بن مالك: بدأ رمضان وكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (هذا الشهر بدأ فيه ليلة خير من ألف شهر مشتق منها ، مشتقة من الخير كله ، ولا شيء مستمد من صلاحه إلا البائس).

وبهذه الطريقة فإن أرواح الصحابة جميعهم رضي عنهم الله وأرضاهم  يتوقون لهذا الشهر الكريم وأجره العظيم.    

بعد ذلك ، حذر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أصحابه من شيء قد يتسبب في زوال سعادة رمضان وأجره الكبير، وفي هذا الصدد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يصوم أحدكم قبل رمضان بيومين أو يومين ، إلا إذا جاء صدفة صومه).  

على الرغم من أن الصوم هو طاعة ، لكن القيام بذلك مباشرة قبل رمضان سيقضي على الفرح الذي يجده المسلم في اليوم الأول من رمضان ، لأنه يجعل أيامًا مماثلة ، لذلك نهى النبي عن ذلك.

-صور من حياة الصحابة في رمضان
لقد أدرك الصحابة الأبرار الفضل العظيم لشهر رمضان عند الله تعالى فكان ذلك سببا في اجتهادهم في العبادة ما بين صيام وقيام وتفطير صائم وإطعام الفقراء والعطف على المساكين، كل هذا مع ما كانوا فيه من جهاد وحرب لكافة أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا، وهكذا حوى تاريخهم صورا مشرقة وقدوات مباركة في كل أحوالهم من عبادة وجهاد وتزكية للنفوس ونفع للناس، ومن أبرز العبادات التي يقوم بها الصحابة في رمضان ما يلي:

-الإفطار مع المساكين
ومن أعجب ما ذكر عن ابن عمر – رضي الله عنهما – وأحواله أنه إذا أقبل عليه رمضان لا  يفطر إلا مع المساكين بل ويحافظ على ذلك دائماً وباستمرار مهما تعاقبت السنون فإذا منعهم أهله عنه لم يتعش تلك الليلة.

وكان رضي الله عنه كما ذكر عنه إذا جاءه سائل وهو جالس على طعامه كان  يأخذ نصيبه من الطعام ويقوم بإعطائه إلى السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي من الطعام فيصبح صائما ولم يأكل شيئا، بل ولم يكن هذا التصرف من ابن عمر – رضي الله عنهما – خاصا به وحده بل كان أحد السمات الأساسية للصحابة وكافة التابعين في رمضان.

وفي ذلك يقول أبو السوار العدوي – رحمه الله -: “كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وروي عن بعض السلف قوله :”لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل”.

وكان بعض السلف أو الصالحين القدامى مثل ابن المبارك والحسن رحمهما الله تعالى يستحب أن يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم وروحهم صدقة لأربعين سنة

أحد, 16/03/2025 - 10:35