المنظمة الشبابية لحزب تواصل تفتتح مؤتمرها العام السادس

افتتحت المنظمة الشبابية لحزب تواصل مساء اليوم بانواكشوط مؤتمرها العام السادس وسط حضور نوعي على رأسه الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين المهندس منير سعيد وكذلك ضيوف من دول مجاورة من ممثلي منظمات وحركات مماثلة

وفي كلمته استعرض رئيس المنظمة النائب المرتضى اطفيل رسالة المؤتمر:

 

الحمد لله القائل: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى..."،
والصلاة والسلام على سيد الشباب وقدوته محمد ابن عبد الله القائل:سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله...، وعلى آله وصحابته أجمعين وزوجاته الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين.
السادة أعضاء المؤتمر، الضيوف الكرام، إخوتي وأخواتي الشباب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نلتقي اليوم في مناسبة عظيمة، ومحطة نضالية مميزة، هي المؤتمر السادس للمنظمة الشبابية لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية – تواصل.
إن هذا المؤتمر ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو لحظة وفاء لقيمٍ نحملها، ومبادئ نحيا بها، ومسؤولية نتحملها تجاه أنفسنا، ووطننا، وأمتنا.
نقف اليوم لنعلن أن الشباب الموريتاني لن يكون بعد اليوم رقماً مهمَلاً في معادلات التنمية، ولا مجرد صورة تُزيّن خطابات السياسيين عند الحاجة، بل سيكون في قلب الفعل، وفي موقع القيادة،وفي واجهة القرار، لأنه ببساطة… هو المستقبل، بل هو الحاضر والقلب النابض.
أيها المؤتمرون
شباب "تواصل"
قبل أن أتحدث عن قضايا الداخل، دعوني أبدأ من هناك…
من الأرض المباركة، من جرح الأمة المفتوح، من غزة العزة في فلسطين.
غزة التي تصرخ من تحت الركام، غزة التي تختنق تحت الحصار، غزة التي تُغتال في وضح النهار، ولا أحد ينقذها سوى شعبها المقاوم، وشبابها الصامد، ومن بقيت في قلبه ذرة كرامة من أبناء هذه الأمة.
نعم، فلسطين ليست قضية بعيدة… فلسطين قضيتنا، وواجبنا، وشرفنا، ومحل ابتلائنا.
نقف اليوم، من هنا من موريتانيا، من قلب نواكشوط، لنقول:
لن ننسى،
ولن نغفل،
ولن نتنازل.
لن نُخدع بخطابات السلام الكاذبة، ولا باتفاقيات الذلّ والانبطاح.
فلسطين تُحرّر بالمقاومة، لا بالمساومة،
فلسطين تتحرر بدماء الشهداء، لا ببيانات الشجب الجوفاء،
فلسطين تتحرر بشباب يؤمنون أن العزة لا تُمنح، بل تُنتزع.
أيها الشباب،
اجعلوا من منظمتكم منصةً للوعي، وساحةً للتعبئة، ومدرسةً في الثبات على الحقّ.
علّموا الناس أن فلسطين ليست جغرافيا فقط، بل مبدأ، وموقف، وبوصلة.
أيها الحضور الكريم،
أيها الشباب الصادق،
دعونا نعود إلى دارنا…
إلى موريتانيا التي وهبها الله ثروة بشرية هائلة، أكثر من 53% من سكانها من الشباب، بحسب آخر تعداد رسمي سنة 2023،
لكن، وللأسف، هذا الرقم العظيم لم يُقابل بإرادة سياسية حقيقية، بل ظلّ يُقابل بالتهميش، بالوعود المؤجلة، بالمشاريع الاستهلاكية التي تملأ الإعلام، ولا توجد على أرض الواقع.
 
لقد فشلت الأنظمة المتعاقبة في فهم أن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الوحيد الذي لا يخسر.
مارست تلك الأنظمة سياسة العزل الناعم… فحدّت من فرصه، وأغلقت أبواب القرار في وجهه، وقدّمت له أدوارًا هامشية مفرغة من أي مضمون.
 
فيا من ترفعون شعارات "الشباب أولاً"…
أين هي السياسات التي تحوّل هذا الشعار إلى واقع؟
أين هو التعليم الذي يفتّق العقول؟
أين هو التشغيل الذي يحفظ الكرامة؟
أين هي المشاركة السياسية الحقيقية، لا الرمزية؟
أين هو التمكين، لا التزيين؟
لقد آن الأوان لنقولها بصوت مرتفع:
كفى عبثًا، كفى تهميشًا، كفى تضليلاً!
فقولوا يا شبابنا بصوت مجلجل: نحن جيلٌ لا يبحث عن الفتات، بل يسعى لبناء الأوطان بكل ثبات جيل يحمي المقدسات .
جيل لا يريد أن  يستَخدم في المواسم الانتخابية، بل أن يشارك في صناعة القرار كل يوم.
إن على القائمين على أمر هذا البلد، أن يدركوا أن الاستمرار في هذه السياسة العرجاء، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط، والتفكك، والاحتقان.
ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة دعوة صادقة ومسؤولة، إلى التسريع بتنظيم حوار وطني جاد،و صريح، لا يُقصي أحداً، ولا يستثني موضوعاً.يكون الشباب حاضرا في ورشاته وله نصيبه الوافر من مخرجاته
حوارٌ لا يُدار من فوق، ولا يُفصّل على مقاس أطراف بعينها، بل يكون شاملاً، يجمع القوى الوطنية الحية، ويؤسس لتعاقد سياسي جديد، يحترم المواطن، ويصون البلد، ويُعلي المصلحة العامة فوق الحسابات الضيقة.
كما نُحذّر من الميل المقلق نحو تقييد الحريات، والتضييق على الإعلام، وملاحقة النشطاء، وإخراس الأصوات الحرة.
إن الديمقراطية التي لا تضمن حرية التعبير، وتعدد الآراء، واحترام الرأي الآخر، ليست سوى واجهة كاذبة.
والأنظمة التي تخشى الكلمة، لا تملك مشروعية البناء، ولا ثقة الأجيال.
ثم إن الواقع المعيش لا يخفى على أحد…
الخدمات الأساسية تنهار، والمواطن بين مطرقة الإهمال وسندان الحاجة:
الصحة في وضع كارثي: المستشفيات أشبه بمحطات انتظار للموت، ،تجهيزات متهالكة، وأدوية مزورة٬ وطواقم في وضع بائس٬ و كرامة مقفودة.
التعليم يحتضر: مناهج متخلفة، اكتظاظ خانق، مدرس محبط، وبنية مهترئة.
البنية التحتية ضعيفة، والعدالة الاجتماعية أوهام، والفساد لا يزال يعشعش في مفاصل الإدارة.
أيها الشباب التواصلي،
إن منظمتكم - على غرار المنظمة النسائية للحزب- ليست مجرد جهاز تابع للحزب، بل هي قلبه النابض، وروحه المتحركة، وعقله المستقبلي.
هي المكان الذي يتربى فيه القادة، ويتشكل فيه الوعي، وتتجسد فيه المبادئ التي تربّينا عليها: العدل، الحرية، الكرامة، نصرة المظلوم، وبناء وطن يتسع للجميع.
نريد منكم أن تكونوا مشاعل هداية في زمن التيه، فرسان مواقف في زمن التلون،
صوتًا للحق في زمن التزوير،
نريدكم أن تقولوا لا حين يتلكأ الآخرون، وأن تصبروا حين ينهار الجميع، وأن تحلموا… ثم تحولوا الأحلام من الخيال إلى أرض الواقع.
 
يا أبناء "تواصل"،
إن هذا المؤتمر يجب أن يكون إعلانَ تحوّل، لا تكرارًا للعادة.
يجب أن يكون لحظةَ صدق، نراجع فيها ذواتنا، ونرتب صفوفنا، ونجدد العهد مع حزبٍ أردناه مشروعًا إصلاحيًا، لا مجرد كيان سياسي.
فلنخرج من هذا المؤتمر بحيوية جديدة، وأفق أوسع، ورؤية أعمق.
فلتكنوا جيلًا يُؤمن أنه لا ينتظر التمكين… بل يصنعه، لا يترقّب المستقبل… بل يخلقه،
لا يعيش في ظلّ أحد… بل يبني ظلّه بنفسه.
فلتعلُ هاماتكم، ولتنبض قلوبكم بحب هذا الوطن، ولتتشبّع أرواحكم بروح فلسطين،
ولتتقدموا الصفوف… فأنتم طليعة التغيير، وأنتم الوعد المنتظر إن شاء الله.
 
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

جمعة, 23/05/2025 - 22:04