‏لا صوت يعلو فوق صوت الوطن

 

إن الرسائل القوية التي حملها خطاب فخامة رئيس الجمهورية في زيارته لولاية الحوض الشرقي تعتبر خطوة شجاعة وجريئة نحو ترسيخ مفهوم الدولة وتعزيز قيم المواطنة تلك الرسائل تمثل دعامة أساسية لمشروع وطنيٍ جامع يسير بالوطن من دوائر التفرقة إلى فضاء الوحدة ويكرس الانتماء للوطن بعيدا عن الولاءات الضيقة
 فما قاله فخامة الرئيس كان : 
بمثابة انقلاب على عقليات وممارسات متجذرة في البنية الإدارية والاجتماعية والسياسية للدولة الموريتانية 
كذلك كان بمثابة انقلاب على القبيلة كمرجعية سياسية وأداة للنفوذ
انقلاب على الجهوية كوسيلة للتموقع داخل الدولة بدلا أن تكون جزءا من التنوع الوطني 
و انقلاب على الشريحة كهوية سياسية أو اجتماعية يتم استغلالها لتكريس التمييز بدل أن تكرس العدالة وتحترم المساواة .
كان خطاب فخامة الرئيس بمثابة دعوة لكسر تابوهات كانت تدار بصمت لعقود طويلة فحطم فكرة أن ينتمي الموظف للدولة نهاراً وللقبيلة  ليلا فقد خاطب فخامة رئيس جمهورية الموظف العمومي بشكل مباشر وحازم وصريح محملا إياه مسؤولية تمثيل الدولة في كل لحظة مطالبا إياه بالانفصال عن أي مظهر من مظاهر القبلية والجهوية واضعا الولاء للوطن في صدارة واجباته وفي أولى أولوياته واهم التزاماته 
إن هذا التحول النوعي في الخطاب السياسي يؤسس لمرحلة تعيد بناء العلاقة بين الدولة والمواطن وتؤسس لدولة القانون التي لا مكان فيها إلا  للانتماء للوطن والولاء له والعمل من أجله .

نجوى محفوظ إبراهيم

أربعاء, 12/11/2025 - 07:54