أشرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج رفقة علي كوبالي، وزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، على افتتاح قنصلية عامة هي الخامسة من نوعها بمدينة العيون، بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراءء سيدي حمدي ولد الرشيد وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية.
ويأتي افتتاح هذه القنصلية الإيفوارية العامة حرصا من البلدين، المغرب وكوت ديفوار، على تفعيل توصيات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن "منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية".
وفي خطاب له بهذه المناسبة عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة عن سعادته باللقاء الذي جمعه مع نظيره علي كوبالي، وزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، بمدينة العيون، وذلك بمناسبة افتتاح قنصلية عامة لكوت ديفوار بالصحراء المغربية.
وأضاف بوريطة، خلال الندوة الصحافية المشتركة مع نظيره الإيفواري، أن "كوت ديفوار كانت دائما إلى جانب المملكة وداعما رسميا لمغربية الصحراء"، مشيرا إلى أن "دعمها ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى ما قبل انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975".
وفي هذا الصدد، أشاد بوريطة بـ "القرار الذي اتخذه الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، القاضي بفتح قنصلية عامة إلى جانب الشرفية التي تم افتتاحها الصيف الماضي بالعيون، عن طريق المصادقة الرسمية في المجلس الوزاري الذي أكده بيان الناطق الرسمي باسم الحكومة الشهر الماضي".
وأكد وزير الشؤون الخارجية خلال اللقاء ذاته أن "العلاقات المغربية الإيفوارية جد ممتازة، بدليل الاهتمام المتزايد الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا البلد الشقيق، من خلال الزيارات المتتالية التي وصلت ست زيارات رسمية في إطار التعاون والانفتاح المغربي الإفريقي".
وفيما يتعلق بالقضية الأولى للمملكة، أكد المتحدث ذاته أن "كوت ديفوار كانت حاضرة دائما ومدافعا شرسا إلى جانب المملكة في كل المعارك الدبلوماسية المتعلقة بقضية الصحراء"، موردا أن "افتتاح القنصلية العامة اليوم جاء ليؤكد تاريخ هذه العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين منذ ولاية الرئيس الراحل فيليكس أوفوي بوانيي في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله، لتستمر إلى اليوم مع الرئيس الحالي الحسن واتارا".
وبالنسبة إلى الأدوار المنتظرة من فتح القنصلية العامة بالعيون، قال بوريطة: "بفتح القنصلية العامة اليوم بالعيون نكون قد وصلنا إلى افتتاح سبع قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية. القنصلية ستلعب إلى جانب دورها السياسي في دعم مغربية الصحراء، أدوارا تسهيلية لممارسة الأعمال التجارية والاجتماعية المتعلقة بتعزيز التعاون جنوب-جنوب".
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن "ألفا من المواطنين الإيفواريين يعيشون بالأقاليم الجنوبية لوحدها"، مضيفا أن "الجانبين اتفقا على خلق 30 منحة دراسية يستفيد منها طلبة البلد الشقيق بالمؤسسات التعليمية بالعيون، في المجالات المرتبطة بالصيد البحري، التنمية المستدامة، الطاقات المتجددة، وغيرها".
وختم المسؤول الحكومي بأن "العيون ستكون في قادم الأيام حلقة وصل تجاري مهم بين المغرب وعمقه الإفريقي، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري والخبرات الدولية".