لا جدال في أن الاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة الموريتانية لمنع انتشار فيروس كورونا في البلد كانت ناجعة وفعالة، وآتت أكلها، ولله الحمد.
لكن تلك الجهود تحتاج إلى وعي مصاحب، وتحسيس مواز، لتخفيف الضغط على السلطات العمومية، ولتعزيز الوقاية التي هي خير من العلاج.
فبرغم خطورة الفيروس وسرعة انتشاره، وتحديه لكافة المنظومات الصحية العتيقة والفعالة عبر العالم، يفضل الإعلام الموريتاني الخلود لبيات شبه متعمد فيما يتعلق بنشر الوعي في صفوف شعب متداخل ومفتوح على بعضه البعض وبدوي الطبع.
وباستثناء الدور الهام والمؤثر الذي تقوم به قناة الموريتانية، تسعى بقية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة جاهدة وراء الأخبار، بعيدا عن دورها التنويري في خدمة المجتمع.
الأمر ذاته ينطبق على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، التي يستقيل معظمها من مهمة التحسيس، وتقتصر القلة منها على جهد خجول عاجز عن الوصول إلى مختلف الأحياء أو التأثير في رواد الأماكن العامة.
إن تجاهل التعليمات الصحية يبقى سائدا في شوارع العاصمة وأحيائها الشعبية وفي محلات بيع المواد الغذائية ولدى بعض البنوك وفي المساجد خلال أوقات الصلوات الخمس، رغم تعطيل صلاة الجمعة للأسبوع الثاني على التوالي.
ويلاحظ المراقبون كيف تزدحم الساحات العامة داخل الأحياء بالأطفال، وكأن الفيروس شديد الانتشار لم يكن أصلا، رغم أن الأطفال ينقلونه نحو البالغين.
إن جهود الحكومة تتطلب إسنادا قويا من صحافة مهنية، ومجتمع مدني واع، وأحزاب سياسية تعرف كيف تتعاطى مع ظرف خارج عن حملات الانتساب والانتخاب.
وكالة الوئام الوطني للأنباء