وكالة الوئام الوطني للأنباء - منذ 23 يناير 2020، لاحظ المتتبعون أن التلفزة الوطنية "قناة الموريتانية " تحولت من منبر يحيل إلى النعاس، برتابته واجتراره لأغاني التمجيد ومسرحيات التصفيق، إلى منبر يقدم للمشاهد الموريتاني مادة مفيدة تتمثل في باقة من المسلسلات الوطنية والبرامج الحوارية الهادفة والبرامج التوعوية الرصينة.
وعلى المستوى السياسي، أصبح المشاهد مشدودا إلى النقاشات الدائرة في التلفزة الوطنية لأنه يحس بأنه سيستمع إلى الرأي والرأي الآخر، وسيرى من يدافعون عن الأطروحة ومن يدافعون عن نقيضها بكل حرية. وبكلمة واحدة، فإن المشاهد الموريتاني أصبح يرى نفسه في تلفزته الوطنية مهما كانت مواقفه وآراؤه وانتماءاته السياسية.
لقد وُفق النظام في اختيار قامة إعلامية خبرت الصحافة منذ قرابة العشرين سنة كانت خلالها مضربا للمثل في الموضوعية والحياد والكفاءة. إنه الإعلامي البارز محمد محمود أبو المعالي الذي عين مديرا عاما للتلفزة الوطنية بعد أن شغل منصب مستشار في وزارة الثقافة ومنصب مدير لإذاعة نواكشوط الحرة ولمؤسسة أخبار نواكشوط.
إنها تجربة ناجحة كرسها المدير الجديد لجعل قناة الموريتانية في مصاف وسائل الإعلام التي يمكن أن تتابعها دون أن تصيبك سهام الملل بالغثيان، لهذا أصبح لها جمهورها العريض المشغوف بمتابعة "تحت الضوء" أو "في ميزان الشعب" أو "من أرشيفنا" أو "الحدث الثقافي"، أو "لقاء خاص"، أو "في بيوت الفنانين" أو "تغطية خاصة" أو "منبر الوطنية" أو غيرها من برامج الحوار والترفيه والأدب...
فمع المدير الجديد القادم من مصاف كبريات المؤسسات الإعلامية، أصبح تعدد القنوات ذا معنى بينما كان حملا ثقيلا يزيد من فرص النوم في غير وقته، فللقناة الأولى تخصصاتها ومشاهدوها، وللقناة الثانية برامجها ومميزاتها، ولقناة المحظرة طبيعتها ومساطرها، وللقناة الثقافية طعمها وإسهاماتها، وللقناة الرياضية دورها ومسحتها، وللقناة البرلمانية أهميتها ونجاحاتها.
لقد فهم المدير الجديد كيف يجعل من تعددية القنوات إضافة نوعية في الساحة الوطنية، وكيف يجعل من العمل الإعلامي العمومي رافعة للحوار الديمقراطي ووسيلة لترسيخ قيم الديمقراطية ودولة المؤسسات.
إسماعيل الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء