وكالة الوئام الوطني للأنباء : تسريب المكالمات ثقافة جديدة على مجتمعنا، فهو يرفع سقف العداء إلى أقصى حدوده لأنه يعرض خصوصيات المواطنين للتلاعب. إنه فعل تجرمه قوانين كل الدول وتقوم الحكومات، فور وقوع حالة منه، بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجهة المسؤولة عنه وردعها وفق مقتضيات القانون.
إننا أمام عملية معقدة انطلقت شرارتها الأولى خلال عشرية الفساد فاستهدفت حتى مرشح الحزب الحاكم (الرئيس الحالي) بشكل فُهم منه ان فحوى المكالمة، إن تأكد وإن لم يتأكد، أريد به إيهام المرشح أن النظام المنتهية ولايته ما تزال لديه الأوراق الكافية للسيطرة على المشهد وتوجيه بوصلة النظام وبالتالي "عليه أن يبقى ضمن صفوف القطيع". وإن صحت هذه الفرضية، فهي تعني أن النظام السابق سجل مئات المكالمات الخاصة والمحرجة وجعلها سلاحا يشهره في الوقت المناسب في وجه من يخرج عن "دائرة القطيع".
ومع المكالمات المسربة لولد بوعماتو وولد غده وولد الوقف، ازداد التأكد من أن التسريبات تقف وراءها جهات سياسية تسعى لجعل وتيرة إضرارها تتفاقم، وبالتالي جعل النخبة، على العموم ومن كل المشارب، تعيش على أعصابها لأن الكل مهدد بتسريب خصوصياته في أي وقت.
إن على الدوائر الحكومية أن تُطَمْئِن الرأي العام ونخبته أنها انطلقت بالفعل في التحقيق الجاد حول هذه الظاهرة الخطيرة لتقف على الآليات والتقنيات المستخدمة فيها، والأشخاص المسؤولين عنها، ومن ثم وقف انتهاك خصوصيات المواطنين نهائيا، وتطبيق القوانين الرادعة لمثل هذا التصرفات الخطيرة.
وكالة الوئام الوطني للأنباء