النص الكامل للبيان الختامي للزيارة:
"بدعوة من أخيه وصديقه صاحب الفخامة السيد/ محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أدى صاحب الفخامة الجنرال/ مهمات إدريس ديبي ايتنو رئيس المجلس العسكري الانتقالي، رئيس جمهورية اتشاد رئيس الدولة، من 26 إلى 27 يوليو 2021، زيارة عمل وصداقة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، على رأس وفد هام ضم عددا من الوزراء بالإضافة إلى موظفين سامين أعضاء في ديوانه.
وتترجم هذه الزيارة التي تندرج في سياق علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، إرادة التشاور والحوار الدائم بين الرئيسين، كما تهدف إلى تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين الموريتاني واتشادي.
وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا شبه المنطقة، وكذا القضايا الإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقد عكست هذه المحادثات، التي تم توسيعها لاحقا لتشمل الوفدين، تطابق وجهات النظر حول القضايا المثارة.
وعبر الرئيسان صاحب الفخامة السيد/ محمد ولد الشيخ الغزواني وصاحب الفخامة الجنرال/ مهمات إدريس ديبي ايتنو عن ارتياحهما لتطابق وجهات النظر، وعزمهما على تطوير وتعزيز علاقات الأخوة والصداقة القائمة بين البلدين، خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
كما ناقش رئيسا الدولتين تطور الانتقال السياسي في اتشاد، وفي هذا الصدد رحبا بالتقدم المسجل في هذه العملية، وشجعا جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل انتقال سلمي سلس وناجح.
وفي معرض معالجة الوضع الأمني في منطقة الساحل أصرا على الحاجة إلى تعميق التعاون بين الدول الأعضاء في مجموعة دول الساحل الخمس من أجل منع الجريمة المنظمة العابرة للحدود بشكل أفضل، ومكافحة الإرهاب والتطرف بشكل أكثر فعالية.
وأعرب الرئيسان عن قلقهما العميق إزاء صمود الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وحوض بحيرة اتشاد، وأشادا بالجهود التي تبذلها دول الساحل الخمس.
واتفق الرئيسان على الحاجة إلى مواصلة وتجسيد صعود وتمكين القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس.
وطالب الرئيسان بتوفير الإمكانيات وتضافر الجهود من أجل فعالية أكثر في العمليات العسكرية وفي هذا الصدد شددا على الضرورة الملحة لتحويل قوة الساحل المشتركة إلى قوة مستقلة في عملياتها وعملها وإدارتها وتسييرها المالي.
وجددا دعوتهم للأمم المتحدة لبحث مسألة التمويل المستدام لقوة مجموعة دول الساحل الخمس من خلال منح هذه القوة تفويضا بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وبالإشارة إلى مخلفات الأزمة الليبية أعرب رئيسا الدولتين عن قلقهما العميق للتهديد الذي تتعرض له ليبيا نفسها وجيرانها ومنطقة الساحل بوجود عصابات مسلحة غير خاضعة للمراقبة ومرتزقة وجماعات إرهابية ضالعة في الجريمة والاتجار غير المشروع بجميع أنواعه على الأراضي الليبية.
وأشارا بقلق بالغ إلى العواقب الوخيمة فيما يتعلق بزعزعة واستقرار البلدان المجاورة ومنطقة الساحل في حالة مغادرة المرتزقة والمقاتلين الأجانب والعصابات المسلحة غير النظامية الأخرى من الأراضي الليبية بدون إجراءات مصاحبة لنزع السلاح والتسريح برعاية الأمم المتحدة.
وأشادا بقوة بمارشال اتشاد إدريس ديبي ايتنو رحمه الله، الذي سقط في ميدان الشرف وكذلك بعمله من أجل الأمن في بلاده وفي منطقة الساحل.
ودعا الرئيسان إلى تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وكذلك التبادلات البينية بين دول مجموعة الساحل الخمس، وأكدا مجددا التزامهم بالعمل من أجل تحقيق مشاريع هيكلية كبرى لتنمية اقتصادات دول الساحل الخمس، وأشارا إلى موقفهم من الديون التي يعتبر إلغاؤها ضروريا لدعم جهود السلام والأمن في المنطقة.
ومع ذلك ذكر الرئيسان المجتمع الدولي بواجبه في إتاحة اللقاحات لمواجهة جائحة كوفيد-19.
كما أكد الرئيسان على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه لجنة مكافحة آثار الجفاف في الساحل والوكالة الإفريقية للسور الأخضر العظيم في محاربة التصحر في الساحل. وأشارا إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه هاتان المنظمتان في مكافحة تغير المناخ وعواقبه السلبية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد الرئيسان دعمهما الثابت للحل السلمي العادل والدائم للقضية الفلسطينية على أساس مبادئ القانون الدولي المنصوص عليها في جميع قرارات الأمم المتحدة، والتي تضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وفي ختام زيارة العمل والصداقة للجمهورية الإسلامية الموريتانية عبر صاحب الفخامة الجنرال/ مهمات إدريس ديبي اتنو عن شكره وعميق امتنانه لأخيه صاحب الفخامة السيد/ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة والشعب الموريتانيين للاستقبال الحار والأخوي والضيافة الكريمة التي خصصت له وللوفد المرافق له.
ووجه صاحب الفخامة الجنرال/ مهمات إدريس ديبي ايتنو الدعوة لأخيه صاحب الفخامة السيد/ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للقيام بزيارة لجمهورية اتشاد، وقد تم قبول هذه الدعوة بارتياح كبير على أن تحدد عبر الطرق الدبلوماسية.
نواكشوط بتاريخ 27 يوليو 2021.