رغم أن حملة التحسيس والتعبئة، التي تستهدف الحد من الانتشار السريع لفيروس كورونا خلال موجته الثالثة الحالية، تقع على عاتق الجميع أينما كانوا، ومهما كان مستوى تأثيرهم، إلا أن رجال الأعمال يقع عليهم العبء الأكبر في تعزيز الحملة الوطنية الكبرى.
إن الموجة الجديدة من الفيروس المستجد تتميز بكونها سريعة الانتشار وقوية الفتك، ولذلك فإن التصدي لها يجب أن يتم عبر تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف حتى نتجاوزها بأمان دون أن تصيب منظومتنا الصحية بالشلل، وقبل أن تواصل حصدها للمزيد من الأرواح.
فبالتوازي مع الجهود المتنوعة التي تبذلها الحكومة بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية، يجب أن يضطلع رجال اعمالنا بمسؤوليات جسام تحد من التأثيرات الاقتصادية السلبية للجائحة على حياة الناس، وذلك من خلال اتباع خطوات عملية من أهمها:
- زيادة فرص التشغيل، وذلك بتوفير أكبر قدر ممكن من فرص للأسر التي فقد معيلوها وظائفهم أو تأثرت مداخيلهم.
- إنشاء صندوق للتبرعات، يساهم فيه كافة رجال الأعمال، وتتم زيادته شهريا بمبالغ مخصصة له طيلة فترة الجائحة.
- رصد مبالغ من الصندوق لدعم أسعار المواد الغذائية الأكثر استهلاكا.
- رصد مبالغ من الصندوق لسداد فواتير المستشفيات عن الأشخاص الأكثر فقرا، وخاصة أصحاب العمليات الجراحية والأمراض المزمنة.
- رصد مبالغ من الصندوق لدفع مستحقات المدارس الحرة عن التلاميذ الأيتام والأكثر فقرا.
- رصد مبالغ من الصندوق لتنظيم سقاية أسبوعية للأحياء الفقيرة النائية، خاصة خلال فترات الحر الشديد.
إن قيام رجال الأعمال بهذا الدور الخيري المحوري، سيكون معينا لقطاع واسع من المواطنين على تحمل تبعات جائحة كورونا، ومكملا لجهود الدولة الرامية لتحصين المجتمع والعبور به إلى بر الأمان.
لقد قام اتحاد أرباب العمل الموريتانيين بجهد رائع في هذا المجال، وذلك من خلال تنظيم حملة كبيرة لمساعدة المحتاجين، لكن التعويل على رجال الأعمال سيبقى قائما، والأمل في تدخلاتهم السريعة يظل معقودا، إلى أن تنجلي هذه الغمة، ويعود الوضع إلى سابق عهده.
وكالة الوئام الوطني للأنباء