افتتاحية الوئام/ "يوم المعلم".. ذكرى جديدة بطعم الاهتمام الرسمي

لم تكن ذكرى "يوم المعلم" في موريتانيا لهذا العام كغيرها من ذكرياته خلال الأعوام الفارطة التي مرت فيها دون أن يجد أصحاب المهنة المتطلعون للتبجيل والتكريم أي التفاتة من قبل أصحاب صنع القرار، رغم أن المعلم هو صانع النخب ومكون الأجيال وباني المستقبل.

لقد حلت هذه الذكرى الاولى من نوعها في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فنالت من اهتمامه الشخصي وعناية حكومته ما لم تنل من قبل.

لقد كان الرفع من مستوى المعلم، المادي والمعنوي، وإصلاح قطاع التعليم، أحد أهم مرتكزات برنامج "تعهداتي" الذي نال تزكية غالبية الناخبين خلال يوم الاقتراع الرئاسي، ورضى الطيف السياسي المعارض قبل الموالي بمجرد ملاحظة الجدية والصرامة في تنزيله على أرض الواقع.

فبعد الإشراف الشخصي لرئيس الجمهورية على افتتاح السنة الدراسية، وما أعقب ذلك من سياسات وقرارات إصلاحية وتعيينات في القطاع راعت الكفاءة والنزاهة، وبعد وضع الدولة كافة طاقاتها وقطاعاتها في خدمة مواصلة الدراسة الافتراضية والواقعية لإنقاذ السنة الدراسية الجارية.. جاء اجنماع مجلس الوزراء الأخير ليحمل حرص رئيس الجمهورية على قطاع التعليم، وإصدار توصياته باعتماد إصلاح شامل وجدي له.

الإصلاح الذي أمر الرئيس بالبدء في تطبيقه شمل مختلف جوانب العملية التربوية، كسد النقص في المعلمين والأساتذة باكتتاب المئات من المدرسين قريبا، ينضافون لخمسة آلاف من مقدمي خدمة التعليم اكتتبوا السنة الماضية، كما أنه سيشمل عمل الجهات الحكومية المعنية على التحسين من الظروف المادية والمعنوية للعاملين في التعليم.

ولإنجاح عملية الإصلاح، يعكف القطاع على خلق المدرسة الجمهورية التي سبق أن تعهد بها رئيس الجمهورية، وستوفر هذه المدرسة تعليما عموميا منصفا يجمع كل الموريتانيين في بوتقة واحدة، وبزي موحد، وهو الشيئ الذي أخره انتشار فيروس كورونا في البلاد، لكن التعليمات الرئاسية شددت على ضرورة البدء به مع حلول افتتاح السنة الدراسية المقبلة.

ووفق هذا الإصلاح فستتم مراجعة وتطوير برنامج السنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي، ليكون نواة الإصلاح المنشود، كما أن مراجعة البرامج ستصاحبها جهود حثيثة لتوفبر الكتاب المدرسي لجميع التلاميذ، فضلا عن تحديث وتطوير التكوين في مدارس تكوين المعلمين والمدرسة العليا للتعليم التي تكون الأساتذة بحيث تخرج هذه المؤسسات مدرسين قادرين على القيام بمهامهم على أكمل وجه.

وستنطلق مشاورات إصلاح التعليم شهر ديسمبر المقبل بورشات جهوية، مرورا بعدة مراحل، وصولا لإعداد قانون توجيهي وخارطة طريق يتفق عليها الموريتانيون لتطوير التعليم، على أن يكتمل هذا التشاور بحلول شهر ابريل2021.

ولم تهمل توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الجانب الثقافي ولا رموزه أو رموز البلد برمته، فقد كانت تعليماته وتوجيهاته حاضرة في كل تفاصيل المشهد، سواء تعلق الأمر بالدعم المادي أو بالعناية بالرموز، وهو ما تشهد عليه توجيهاته بالتكفل التام بعلاج الرمزين الثقافي أحمدو ولد عبد القادر، شفاه الله وأطال بقاءه، والسياسي محمد المصطفى ولد بدر الدين، رحمه الله.

وفي المجال الديني، أعاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للبلد أصالته، وللعلماء هيبتهم، ولطلاب العلم ظروف تحصيلهم، ولا أدل على ذلك من رعايته الشخصية لجائزة حفظ المتون الفقهية، التي ستحيي الاهتمام بالمحظرة، باعتبارها خصوصية علمية رائدة ونوعية لموريتانيا، ويحظى خريجوها من العلماء بتقدير كبير في كافة المحافل العلمية الدولية.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

جمعة, 09/10/2020 - 09:57