رد هادئ على "ملاحظات" النائب محمد الأمين - الداه صهيب

 

قرأنا تعليقا مطولا للنائب المحترم الأستاذ محمد الأمين ولد سيدي مولود، وقد حفل التعليق المطول بنمط كبير من التجني، والنظر إلى جانب الكأس الفارغ، وضرب الجانب المظلم في مائة أو أكثر، وهو شخص منصف في الغالب، إلا أن عرق التجني ربما يكون قد نزعه قليلا..
أولا: اعترف الزميل المحترم بأن الفريق البرلماني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية تغير "نسبيا"؛ حسب تعبيره، وأصبح يستمع لمقترحات الفرق الأخرى..
والواقع أن هذا الفريق انطلاقا من رؤية قيادته التي تحرص على خلق جو انفتاح سياسي عام في البلاد، وأولى تجليات ذلك الجو هو التعاطي مع الكتل السياسية في سياق الممكن من مطالبها التي تميل أحيانا إلى التعجيز مرحليا..
وتغيب عنها، أي تلك المطالب، سمة الواقعية وفهم المتاح مرحليا، وغياب أفق التدرج والتراكم..
ثانيا: زعم أخونا محمد الأمين أن فريقنا هو الأكثر غيابا عن الجلسات، ولنا أن نؤكد أنه الأكثر حضورا للجلسات، ونطلب منه أن يتذكر أن إجراءات خاصة وتحديدات مقننة طبعت جلسات الجمعية عقب انتشار كوفيد 19..
ألقى النائب المحترم بالمسؤولية التي يفترض أن يضطلع بها مكتب الجمعية الوطنية الذي تمثل فيه جميع الفرق، عن إعمال أو عدم إعمال الاقتطاعات لقاء الغيابات، ألقى هذه المسؤولية على فريقنا، وهو زعم لا يملك مقومات النهوض..
ثم يبدو أن لدى زميلنا لائحة بالغياب والحضور عن الجلسات، ونود لو كان استظهرها كمرفق للتعليق _ المحاسبة..
ثالثا: نفس الخطأ الذي وقع فيه  زميلنا في الفقرة السابقة من تعليقه وقع فيه في الفقرة الثالثة، حيث حمل فريقنا مسؤولية ما أسماه "تعطيل المساءلات"، في حين ان برمجة الجلسات ومضمونها بما فيه المساءلات تتعلق بمؤتمر الرؤساء، ولا دخل للفرق البرلمانية فيها..
وزعم ان اداء السنة الماضية كان الأسوء، وهو زعم غير ناهض للأسف كسابقه، حيث يعرف السيد النائب أن تلك السنة كانت الأكثر نشاطا، ربما في تاريخ البرلمان كله، ولا نظنه ينسى العمل المتواصل ليلا ونهارا للجنة التحقيق الخاصة على مدى نصف عام، وهي التي كان هو أحد أعضائها.
ورغم ان حزبنا يمتلك الأغلبية في البرلمان وفي اللجنة إلا أنه لم يكن يوما كما يعرف السيد النائب مصدر عرقلة لها..
رابعا: كان فريقنا حاضرا مع أهل تفيريت، ودعمهم في مطلبهم تحويل المكب عن ارضهم، ولئن كان النائب قد صور مع العقدويين والطلاب، فقد حمل فريقنا قضايا هؤلاء وأولئك وغيرهم للجهات المختصة، وحل ما أمكن حله منها، وما زال يتابع البقية في هدوء وبعيدا عن الكاميرات وأضواء وسائل التواصل الاجتماعي.
خامسا: طرح نوابنا كل القضايا التي وردت في هذه الفقرة، وطرقوا كل الأبواب في ذلك الإطار، وجلسة النقاش الأخيرة مع الوزير الأول شاهدة..
سادسا: بالعودة إلى الفقرة الأولى من هذا النص، حيث ذكرنا بأفق المرحلية والتدرج، يبدو جليا ان بعض او غالبية تلك الاقتراحات هي اقتراحات تعجيزية غير متاحة مرحليا، ولو درست وحللت وخطط لها ورسم لها افق زمني متوائم مع الإمكانات لوجدت طريقها إلى النور، فما بالارتجال تحقق المكتسبات ولكن بالصبر والتخطيط والتروي..
لم يشأ فريقنا الرد على عبارات مثل المشاكسة والشعبوية وما أشبه ذلك، لأننا لم نستسغ بعد أنها عبارات تنتمي لقاموسكم، ونجل أنفسنا ومن نمثل عن التفوه بها حينما يتعلق الأمر بأحد ممثلي الشعب الموقرين..
أخيرا نذكركم أنه لكي يتواصل جو الانفتاح والتناغم من الضروري أن يبتعد كل الفرقاء عن اللغة الخشبية، التي لا تخدم بل وتزيد الفرقة والتدابر، والحال أننا نحتاج للتوحد والاتفاق..
وسيظل فريقنا مجسدا لرؤية الحزب التي تنص على القرب من المواطن والبحث عن ما يخدمه والنأي عن ما من شأنه إحداث أية انعكاسات سلبية على الوطن والمواطن..

       الداه صهيب

اثنين, 08/02/2021 - 14:04